النُّبوّة
النبوةُ اشتقاقُها من النبإ أي الخبرِ لأن النبوةَ إخبارٌ عن الله أو من النَبْوةِ وهي الرفعةُ.
والنبوةُ جائزةٌ عقلاً ليست مستحيلةً وقد بعث اللهُ الأنبياءَ رحمةً للعالمينَ إذ ليسَ في العقلِ ما يستغنى بهِ عنهُم لأن العقلَ لا يستقل بمعرفةِ الأشياء المنجيةِ في الآخرة.
والنبوةُ لا تكونُ إلا في البشر أما الرسالةُ فيوصفُ بها الملكُ والبشر، ولا يصحُ قولُ بعضهِم: إن النبي لم يؤمر بالتبليغ .
ويجبُ للأنبياءِ الصدقُ ويستحيلُ عليهم الكذب وتجبُ لهم الفطانة ويستحيلُ عليهم البلادةُ والغباوةُ وتجبُ لهم الأمانة ويستحيلُ عليهم الخيانةُ، فالأنبياء سالمونَ من الكفرِ والكبائرِ وصغائر الخسة قبل نزول الوحي وبعد نزول الوحي، وهذه هي العصمةُ الواجبة لهم، وتجبُ لهم الصيانةُ فيستحيلُ عليهم الرذالةُ والسفاهةُ والجُبن وكلُّ ما ينفرُ عن قَبول الدعوةِ منهم وكذلك يستحيلُ عليهم كل مرضٍ منفرٍ كالجنونِ والبرص والجذام وخروجِ الدودِ من الجسدِ أما أيوبُ عليهِ السلام فقد ورد في الحديثِ أنهُ مرض ثمانيةَ عشر عاماً لكن الرسول لم يُسمِّ نوع مرضه ولا يجوزُ أن يقال إنهُ خرجَ منهُ الدود.
ومن نسبَ إلى الأنبياء الكذب أو الزنى أو الهمَّ بالزنى أو الخيانةَ أو الرذالةَ أو السفاهةَ أو الجُبنَ أو نحو ذلك فقد كفر.
والسبيلُ إلى معرفةِ النبي المعجزةُ وهي: أمرٌ خارقٌ للعادةِ صالحٌ للتحدي يأتي على وَفقِ دعوى من ادعوا النبوةَ وهو سالمٌ من المعارضةِ بالمثلِ، فما كانَ من الأمورِ عجيباً ولم يكن خارقاً للعادةِ فلا يجوزُ تسميتهُ معجزة. وكذلكَ ما كانَ خارقاً لكنهُ لم يقترن بدعوى النبوةِ كالخوارقِ التي تظهرُ على أيدي الأولياء أتباعِ الأنبياء فإنه ليس بمعجزة بل يسمى كرامة، وكذلك ليسَ من المعجزةِ ما يستطاعُ معارضتهُ بالمثلِ كالسحرِ فإنه يعارضُ بسحرٍ مثلهِ والسحرُ حرامٌ بالإجماع سواءٌ كان للتحبيب أو للتبغيضِ أو لغيرِ ذلك.
وما يحصلُ للنبي قبل نزول الوحي لا يسمى معجزةً إنما يسمى إرهاصاً معناهُ: تأسيسٌ لقاعدةِ النبوةِ، وما يحصلُ للكافرِ كالمسيحِ الدجالِ حينَ يقولُ للسماء أمطري فتمطر وللأرضِ أخرجي نباتك فتخرج يسمى استدراجاً وهو ابتلاء من الله لعباده.
وأكثرُ الأنبياء معجزاتٍ هو سيدُنا محمد وكل نبيّ مؤيدٌ بالمعجزة فإبراهيم عليه السلام لم تؤثر عليه النار العظيمة فلم تحرقه ولا ثيابه. وموسى عليه السلام انقلبت عصاه ثعباناً حقيقياً ثم عادت إلى حالتها بعد أن اعترف السحرة الذين أحضرهم فرعونُ لمعارضته وأذعنوا فآمنوا بالله وكفروا بفرعونَ واعترفوا لموسى بأنهُ صادقٌ فيما جاء بهِ.
وأكثرُ الأنبياء معجزاتٍ هو سيدُنا محمد وكل نبيّ مؤيدٌ بالمعجزة فإبراهيم عليه السلام لم تؤثر عليه النار العظيمة فلم تحرقه ولا ثيابه. وموسى عليه السلام انقلبت عصاه ثعباناً حقيقياً ثم عادت إلى حالتها بعد أن اعترف السحرة الذين أحضرهم فرعونُ لمعارضته وأذعنوا فآمنوا بالله وكفروا بفرعونَ واعترفوا لموسى بأنهُ صادقٌ فيما جاء بهِ.
ومن المعجزاتِ ما ظهر لعيسى المسيح من إحياء الموتى ولم يستطع أحدٌ من الكفارِ أن يعارضه بالمثلِ مع أن اليهودَ كانوا مولعينَ بتكذيبه وحريصين على الإفتراء عليهِ. وقد أتى عيسى بمعجزة أخرى عظيمة وهي إبراء الأكمه وهو الذي ولد أعمى فلم يستطع أحد من المعارضين أن يعمل ما عمله مع توفر الطب في ذلك العصر، فذلك دليل على صدقه في كل ما يخبر به من وجوب عبادة الخالق وحده من غير إشراك به ووجوب متابعته في الأعمال التي يأمرهم بها.
أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فمن معجزاته حنين الجذعِ وذلك أنهُ صلى الله عليه وسلم كان يستندُ حينَ يخطبُ إلى جذع نخلٍ في مسجدهِ قبل أن يعمل له المنبر فلما عُمل له المنبر صعد صلى الله عليه وسلم عليهِ وبدأ بالخطبةِ وهو قائمٌ على المنبر فحن الجذع حتى سمع حنينه من في المسجدٍ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتزمه أي ضمهُ واعتنقهُ فسكتَ.
وقد روى البخاري ومسلم من حديث أنسٍ قال رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حانت صلاة العصرِ والتمس الوَضوء (أي ماء الوضوء) فلم يجدوه فأُتي صلى الله عليه وسلم بِوَضوءٍ فوضع يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضأوا فرأيتُ الماء ينبع من بين أصابعهِ فتوضأ الناسُ حتى توضأوا من عندِ ءاخرهم، قال الراوي لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثَمائة ].
وروى البخاري من حديثِ ابن مسعودٍ قال: [ كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحنُ نسمعُ تسبيحَ الطعامِ].
واللهُ أعلمُ وأحكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق