بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 أكتوبر 2018

معنى الخالق أي الذي أبدع وكوَّن جميع الحادثات ، أي أبرزها من العدم إلى الوجود ،

معنى الخالق أي الذي أبدع وكوَّن جميع الحادثات ، أي أبرزها من العدم إلى الوجود ،
فلا خالق بهذا المعنى إلاّ الله ،
قال تعالى { قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} (16) سورة الرعد
وقال تعالى {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (96) سورة الصافات فهاتان الآيتان صريحتان في أن الله خالق الأجسام والأعمال لأن لفظ شيء يشمل الجسم والأعمال ,
وأعمال العباد الاختيارية وغير الاختيارية والنوايا والخواطر كلّها بِخَلقِ الله,
وقال عليه الصلاة والسلام(إنَّ اللهَ صانِعُ كُلِّ صانِعٍ وصَنْعَتِهِ) فيكفر من اعتقد أن العبد يخلق فعله كقول المعتزلة , وكذلك قولهم أن الله خالِقٌ للخير دون الشّر ويَرُدُّ قولهم هذا قوله تعالى {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} (2) سورة الفلق
وروى البيهقي في كتابه القَدَر بإسنادهِ إلى مُسافع الحاجب انه لَمّا نقضوا الكعبة _ عملوا لها ترميم _ وجدوا حجراً في الكعبة فيه ثلاث صفوح مكتوبٌ فيه ( أنا الله ذو بَكّة خلقْتُ الخير والشر فطوبى لمن كان على يديه الخير وويلٌ لمن كان على يديه الشر ) ومعنى ( أنا الله ذو بَكّة ) أي خالقُ مكة ومُشَرِّفُها
ولِيُعْلَم أن الخلق يأتي على خمس وجوه أو معاني :
1- الإبراز من العدم إلى الوجود فلا خالق بهذا المعنى إلا الله , قال تعالى { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } (3) فَمَنْ أضافَ هذا المعنى لِغَيرِ اللهِ كفرَ كالذي يقولُ "أخْلُقْ لي هذا الشيء كما خلقكَ الله"فلا أحدٌ يُبرِزُ شيئاً مِن العَدَمِ إلى الوجودِ إلا الله
2- التَّقدير : قال تعالى { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (14) سورة المؤمنون
أي أحسن المُقدِّرين لأن تقديره لا يُخطئ ولا يتغيَّر وتقدير غيره يجوز عليه الخطأ والتَّغيير فيجوز بهذا المعنى أي التقدير إطلاق الخلق على غير الله كما قال زهير الشاعر بمدح هرم بن سِنان : وَلأَنتَ تفري ما خلَقْتَ وبعض القوم يخلق ثم لا يفري
معناه أنت تُقَدِّر وتنفذ وبعض الناس يقدرون ولا ينفذون أي أنت لك مزية بذلك
3- التَّصْوير : قال تعالى في حق عيسى عليه السلام { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي } (110) سورة المائدة فسيدنا عيسى صَوَّرَ من الطين صورة خفّاش ثم خلقَ اللهُ فيه الروح ثم طارَ حتى غابَ عن أنظارِ الناس
4 - افتراء الكذب : قال تعالى { وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا } (17) سورة العنكبوت أي تفترون الكذب وهذا لا يُضاف إلا للعبد , يُقال خلق فلان الإفك أي افتراه وبهذا المعنى جاء في القرآن أيضاً {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} (7) سورة ص أي افتراء , يُقال خلق فلان الكذب واختلقه أي افتراه
5- التَّمْليس : فإنه يقال في اللغة خَلَقْتُ هذا الخشبَ كرسيّاً أي سَوَّيْتُهُ أمْلَسْ أي جعلتُهُ أملساً بحيث يصلح للجلوس عليه , ويقال في اللغة خلقتُ الأديم حِذاءً أي الجِلْد قدَّرْتُهُ حذاءً فقطعتهُ وصنعتُهُ أي أنْفَذْتُ ما قدَّرْت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...