أوّل النسيان الوارد في قوله تعالى (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا) سورة الأعراف <51>
بأنه التَّرْك ..كما قال الطبري ” أي ففي هذا اليوم وذلك يوم القيامة ننساهم - يقول نتركهم في العذاب ”
وهو تأويل صريح من ابن جرير للنسيان بأنه الترك.. وهو صرف لمعنى هذا اللفظ عن ظاهره المعهود وهو الذهول إلى معنى مجازى ونقل ابن جرير هذا التأويل الصارف عن الظاهر،
ورواه بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد وغيرهم .
ومعلوم أن المتبادر إلى الذهن عند إطلاق النسيان في كلام العرب على الحقيقة في اللغة أنه الذهول ،ولكن لما كان هناك قرائن على أن المقصود ليس هو الذهول ،ومن أعظمها أن ذلك موجب لنقص الله ،صرف عن ظاهره إلى معنى آخر سائغ وهو الترك .
فالمقصود أن أصل النسيان في اللغة يأتي بمعنى الذهول ولكن له معنى آخر مجازي وهو الترك فحُمل عليه في الآيات ، فماهو موجب حمل النسيان على الترك لا على الذهول ؟!
فإذا قلنا لأن الذهول لا عقاب عليه . فهذا جواب صحيح بالنسبة للعبد، لكن بالنسبة للخالق ماهو الصارف؟
فجوابه: بلا ريب أن ذلك المعنى لا يجوز على الله وهذا هو المراد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق