قال تعالى: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم
{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)} والمراد بالإنسان هنا الإنسان الكافر،
وقيل: أنزلت في أبيّ بن خلف، وهذا خطاب للكفار أي: ما الذي غَرَّك وخدعك حتى كفرت بربك الكريم الذي تفضَّل عليك بأنواع الإحسان، والغَرور كل ما يغرُّ الإنسانَ من مال وجاه وشهوة وشيطان،
وقيل: الدنيا تغرُّ وتضُرُّ وتَمُرُّ، والمراد ما في هذه الدنيا مما لا خير فيه،
قال البيضاوي: وجواب السؤال غرَّه شيطانه، ومن معاني اسمه تعالى الكريم أنه الصَّفوح الذي لا يعاجِل بالذنب، وقد ذكره الله تعالى للمبالغة في المنع عن الاغترار فإن محض الكرم لا يقتضي إهمال الظالم وتسوية المطيع والعاصي فكيف إذا انضم له صفة القهر والانتقام، وكذا للإشعار بالذي به يغرُّه الشيطان فإنه يقول له: افعل ما شئت فربك الكريم لا يعذّب أحدًا، وقد قال محمد بن صبيح بن السَّمَّاك الزاهد القدوة:
يا كاتمَ الذنبِ أما تستحي * والله في الخلوةِ رائِيكا
غَرَّكَ من ربكَ إِمهالُهُ * وسَتْرُهُ طولَ مَساوِيكا
غَرَّكَ من ربكَ إِمهالُهُ * وسَتْرُهُ طولَ مَساوِيكا
وقال ذو النون المصري رضي الله عنه :"كم من مغرور تحت السَّتر وهو لا يشعر" اهـ. نسأل الله المسامحة والستر في الدنيا والآخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق