الفرح إذا أُضيف لله سبحانه
الفرح في كلام العرب على وجوه، منها الفرح بمعنى السرور، ومنه قوله عزّ وجل: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا} [يونس]
أي سُرّوا،
وهذا الوصف غير لائق بالقديم لأن ذلك خفة تعتري الإنسان إذا كبر قدر شيءٍ عنده فناله فرح لموضع ذلك، ولا يوصف القديم أيضًا بالسرور لأنه سكون لوضع القلب على الأمر إما لمنفعةٍ في عاجل أو ءاجلٍ، وكل ذلك منفيٌ عن الله سبحانه.
ومنها الفرح بمعنى البطر والأشر
ومنه قول الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص].
ومنه قوله: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود]
ومنه الفرح بمعنى الرضا،
ومعنى قوله: "لله أفرح" أي أرضى والرضا من صفات الله سبحانه، لأن الرضا هو القبول للشيء والمدح له والثناء عليه، والقديم سبحانه قابل للإيمان من مزكٍ ومادحٍ له ومثنٍ على المرء بالإيمان ليجوز وصفه بذلك.
قال أبو سليمان قوله: "لله أفرح" معناه أرضى بالتوبة وأقبل لها. والفرح الذي يتعارفه الناس من نعوت بني ءادم غير جائز على الله عزّ وجل،
إنما معناه الرضا كقوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم] أي راضون.
من كتاب الأسماء والصفات للبيهقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق