بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 أكتوبر 2018

معنى قول النبي ( من سَمٍّع سمًّع الله به ومن يُرائي يُرائي الله به )

ورد في الصحيحين من حديث جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 
( من سَمٍّع سمًّع الله به ومن يُرائي يُرائي الله به )

ومعنى من سمع سمع الله به أن الذي يعمل الحسنات ليتحدث الناس عنه بها يفضحه الله ومعنى ومن يرائي يرائي الله به أي يبين للملائكة انه يرائي 

قال النووي : لو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لأفسد عليه أكثر أبواب الخير وضيع على نفسه شيئاعظيما من مهمات الدين وليس هذا طريقة العارفين ولقد أحسن من قال سيروا إلى الله عُرجا ومكاسير ولا تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة .

وروى البيهقي عن هلال ابن يسار أنه قال قال عيسى ابن مريم صلوات الله عليه إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته وليمسح شفتيه ويخرج إلى الناس حتى كأنه ليس بصائم وإذا اعطى بيمينه فليخفه عن شماله وإذا صلى أحدكم فليسدل ستر بابه فان الله تعالى يقسم الثناء كما يقسم الرزق .

وعن ذي النون قال, قال بعض العلماء ما اخلص العبد لله إلا أحب أن يكون في جب لا يعرف .

وروى الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قام بمسلم مقام رياء وسمعة أقامه الله تعالى يوم القيامة مقام رياء وسمعه )

معنى هذا الحديث ان الذي يرتكب هذه المعصية وهي أن يقصد رفع شأن نفسه عند الناس وتهشيم شخص آخر ظلما يريد أن يفخم نفسه ليُنظر إليه بعين الإجلال ليحمد ويهشم الآخر فهذا ذنبه عظيم والله تبارك وتعالى يفضحه يوم القيامة ويكشف حاله أي يكشف حال هذا الإنسان الذي يتكلم على مسلم بما يظهر به لنفسه النزاهة وعلو المقام والرفعة أي رفعة القدر بتهشيم ذلك الإنسان وفضحه بين الناس,

يقال عنه يوم القيامة إن فلان قام يوم كذا مقام كذا فتكلم عن نفسه بما فيه رفع شانه وما فيه تهشيم فلان .

فالفضيحة في ذلك اليوم تكون شديدة على الناس في ذلك الملأ العظيم يوم يجمع الله الأولين والآخرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...