بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 أكتوبر 2018

شؤم الحسد

شؤم الحسد
========== 


حُكِىَ أن بعض الصُلَحَاء كان يجلس بجانب ملك ينصحه ويقول له : أحسن إلى المحسن بإحسانه فإن المسيء ستكفيه إساءته ، فحسده على قربه من الملك بعض الجهلة وعمل الحيلة على قتله فسعى به للملك ، فقال له إنه يزعم أنك أبخر وأمارة ذلك أنك إذا قربت منه يضع يده على أنفه لئلا يشم رائحة البخر فقال له انصرف حتى أنظر فخرج ، فدعا الرجل الصالح لمنزله وأطعمه ثوما .
خرج الرجل من عنده وجاء الملكَ وقال مثل قوله السابق : أحسن إلى المحسن إلى ءاخره ... كعادته ... فقال له الملك : ادن منى فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه ريح الثوم ، فقال الملك فى نفسه ما أرى فلانا إلا قد صدق ، وكان الملك لا يكتب بخطه إلا بجائزة أو صِلَة .
فكتب له بخطه لبعض عماله : " إذا أتاك صاحب كتابى هذا فاذبحه واسلخه واحشُ جلده تبنا وابعث به إلىّ " فأخذ الكتاب وخرج .
فلقيه الذى سعى به فقال ما هذا الكتاب ؟ قال خطَّ الملك لى بصِلة فقال هِبْهُ لى فقال هو لك ! فأخذه ومضى إلى العامل فقال العامل : فى كتابك أن أذبحك وأسلخك ، قال إن الكتاب ليس هو لى ، اصبر فى أمرى حتى أراجع الملك ، قال ليس لكتاب الملك مراجعة ، فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا وبعث به .
ثم عاد ذاك الرجل الصالح إلى الملك كعادته وقال مثل قوله فعجب الملك وقال ما فعل الكتاب ؟ قال لقينى فلان واستوهبه منى فدفعته له فقال الملك إنه ذكر لى أنك تزعم أنى أبخر قال ما قلت ذلك قال الملك فَلِمَ وضعت يدك على أنفك وفيك ؟ قال أطعمنى ثوما فكرهت أن تشمه قال صدقتَ ارجع إلى مكانك فقد لَقِىَ المُسِيء إساءته . فتأملوا رحمكم الله شؤم الحسد وما جَرَّ إليه ، اللهم طهر قلوبنا من الحسد والحقد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...