بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 أكتوبر 2018

فائدة في رفع الأيدي الى السماء في الدعاء

فائدة في رفع الأيدي الى السماء في الدعاء
قال العلامة الابي في شرح صحيح مسلم قال القاضي عياض: لم يختلف المسلمون في تأويل ما يــوهم أنه تعالى في السمــــــاء كقوله تعالى ( أأمنتم من في السماء ) وقال الامام النووي 3 / 19 اعلم ان لاهل العلم في احاديث الصفات وآيات الصفات قولين : احدهما وهو مذهب معظم السلف او كلهم انه لا يتكلم في معناها بل يقولون يجب علينا ان نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته مع اعتقادنا الجازم ان الله تعالى ليس كمثله شيء وانه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره جماعة من محققيهم وهو اسلم والقول الثاني وهو مذهب معظم المتكلمين انها تتأول على ما يليق بها على حسب مواقعها وانما يسوغ تأويلها لمن كان من اهله بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد الاصول والفروع ذا رياضة في العلم اهـ .

وقال الامام ابو منصور الماتريدي في كتاب التوحيد 75 - 76 واما رفع الايدي الى السماء فعلى معنى العبادة ولله ان يَتَعَبَدَ عباده بما شاء ويوجههم الى حيث شاء وان ظن من ظن ان رفع الابصار الى السماء لان الله في ذلك انما هو كظن من يزعم انه الى جهة اسفل الارض مما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها او نحو مكة لخروجه الى الحج الى ان قال علـــى ان السماء هي محل ومهبط الوحي ومنها اصول بركات الدنيا فرفع اليها البصر لذلك .

وقال الشيخ الكديري في سراج الطالبين على منهاج العابدين للإمام الغزالي: ومقدسا "أي الله" عن أن يحويه مكان فيشار إليه أو تضمه جهة وإنما اختصت السماء برفع الأيدي إليها عند الدعاء لأنها جعلت قبلة الأدعية كما أن الكعبة جعلت قبلة للمصلي يستقبلها في الصلاة ولا يقال إن الله تعالى في جهة الكعبة كما تقدس عن أن يحده زمان لأن المُحَدَدَ محتو على أجزاء الماهية، والله تعالى منزه عن ذلك بل كان تعالى قبل أن يخلق الزمان والمكان والعرش والكرسي والسموات والأراضين وهو الآن على ما عليه من صفة الأزلية كما كان قبل خلقه الزمان والمكان وغيرهما وبائناً عن خلقه بصفاته العلية ، ومقدسا عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان وكذا الاتصال والإنفصال، فإن كلا من ذلك من صفات المخلوقين.اهـ1/104

وما ورد في تفسير الحافظ ابن الجوزي والامام ابن جرير الطبري وما نقله الحافظ السيوطي في الدر المنثور والقرطبي عند تفسير قوله تعالى ( أأمنتم من في السماء ) ففي زاد المسير عن ابن عباس قال : أأمنتم عذاب من في السماء وهو الله عزوجل . وعند السيوطي عن مجاهد قال "الله تعالى" فليعلم ان الله عزوجل منزه عن الاستقرار والتحيز وان يكون في جهة وان السماء تحيط به .

وفي هذا المقام يحسن ان نورد كلام الحافظ القاضي عياض المالكي ، قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ومجتهدهم ومقلدهم ، ان الظواهر الواردة بذكر الله تعالى كقوله تعالى ( أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض ) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم أ.هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...