قال الله تبارك وتعالى في حديث قدسي:
"طوبى لِمن أجريت الخيرَ على يديه وويل لِمن أجريت الشرَّ على يديه".
المعنى أنكم يا عبادي من أجريت الخير على يديه فبفضلي وأنا أجازيه الثواب المقيم في الآخرة ومن أجريت الشرَّ على يديه فذلك بعدلي لست ظالِمًا وجعلت ذلك علامة للنعيم المقيم لهذا العبد في الآخرة كما جعلت ذلك علامة للعذاب المقيم في الآخرة.
"طوبى لِمن أجريت الخيرَ على يديه"
معناه أنا الذي أتفضلُ عليكم بتوفيق من شئتُ للأعمال الصالحة فيكون ذلك علامةً على أنه من أهل السعادة الأبدية من أهل النعيم المقيم في الآخرة، قال:
"وويل لِمن أجريت الشرَّ على يديه"
معناه هلاكٌ شديد لِمن أجريتُ الشر على يديهِ. فأعمالكم ليست موجباتٍ عقلية بل هي أمارات أي علاماتٌ، علامة على أن هذا ينال الثواب المقيم في الآخرة لأن الله تعالى وفقَّه لصالح الأعمال فأحسن عمله وأما هذا خذلتُه أي لَم أوفقه فكان ذلك علامة على أنه من أهل الشقاوة الأبدية أو أنه من أهل العقوبة التي تنقضي بِمُضي وقت وهذا يكون في عصاة المسلمين الذين شاء الله تعالى أن يكونوا من أهل الكبائر فيموتوا بلا توبة، فهذا الذي جرى على أيديهم علامةٌ على أنهم يستحقون بِهذا عقوبةً إلى وقت ثم تنقطعُ تلك العقوبةُ عنهم ثم يدخلون الجنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق