الرد على ابن تيمية والألباني والقرضاوي لزعمهم أن نار جهنم تفنى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى ءاله وأصحابه الطيبين وبعد،
اعلم أخي المسلم أنه ما ثبت في القرءان أو الحديث يجب الأخذ به والتصديق. ومن ذلك ثبوت بقاء الجنة والنار. وقد ظهر سابقا من زعم أن الجنة والنار تفنيا كجهم ابن صفوان. وظهر بعده من شاركه في نصف عقيدته كابن تيمية الذي زعم في كتبه أن جهنم تفنى وينتهي العذاب على الكفار ومثله قال تلميذه ابن القيم الجوزية المشبه المجسم وأثبت ذلك أتباعهم في زمننا الوهابية المشبهة خوارج العصر ومنهم المتمحدث المشبه الألباني وكذلك القرضاوي وافقهم في ذلك الرأي خارقين لاجماع الأمة الاسلامية قاطبة والتي أجمعت بالقرءان والحديث على خلود الجنة والنار.
فاذا النار لا تفنى ولا ينتهي عذاب الكفار فيها. قال الله تعالى (والذين كفروا لهم نارُ جهنم لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها) سورة فاطر/36. الوهابية يقولون: النار تفنى وينتهي فيها عذاب الكفار!! انظر كتابهم "القول المختار لفناء النار" لعبد الكريم الحميد، ص/7، السعودية-الرياض، وشرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (أثنى على كتابه ابن باز) ص/427، المكتب الإسلامي-بيروت.
وأثبت الحافظ الثقة تقي الدين السبكي على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم هذا القول بفناء النار ورد عليهما برسالته المشهورة : " الاعتبار ببقاء الجنة والنار " والحافظ السبكي من معاصري ابن تيمية ، وقد أشاد الحافظ العسقلاني برسالة السبكي وذلك في فتح الباري كتاب الرقاق باب صفة الجنة والنار. نقل ذلك عنه تلميذه ابن القيم الجوزية في كتابة (حادي الارواح ) ص .260
وأثبت محمد بن اسماعيل الامير الصنعاني في "رفع الاستار لابطال أدلة القائلين بفناء النار ( ص 111 ) ومحمد بن احمد السفاريني في " لوامع الانوار البهية " ج2/235 ، ونعمان بن محمد الالوسي في " جلاء العينين في محاكمة الاحمدين " ص 421 ، ومحمد رشيد رضا في مجلته المنار الجزء الاول والثاني - المجلد الثاني والعشرون.
وكذلك أثبت هذا القول الفاسد المخالف لصريح القرءان والحديث شيخ الوهابية محمد ناصر الدين الالباني في تعليقه على كتاب ( رفع الاستار ) ص 28 شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز المجسم في معاهدهم كما ذكر ناشر الكتاب في المقدمة ص 9 فقال : وقد تلقى العلماء طبعتنا بالقبول ، كما قرر تدريسها في المعاهد والكليات بالرياض والجامعة الاسلامية بالمدينة، وذكر هذه العقيدة الفاسدة ابن ابي العز المشبه في شرحه على الطحاوية ( ص 427).
فهل لكم ايها الوهابية ان تجيبوا على هذا السؤال: لو كانت النار تفنى والكفار يخرجون منها فأين بزعمكم يذهب الكفار ؟ وقد حرم الله الجنة على الكافرين ؟ إذ في الاخرة لا يوجد الا منزلتان إما جنة وإما نار .
وقد صدر شريط مسجل بصوت الألباني وكذلك شريط مسجل بصوت القرضاوي يثبتون قول ابن تيمية وابن القيم بفناء النار وأضاف القرضاوي موافقته لذلك القول والعياذ بالله. ومعروف عند أهل السنة والجماعة أنه لا اجتهاد مع النص فكيف تجرأ هؤلاء على تحريف عقيدة أهل السنة والجماعة؟
هؤلاء مشبهة مجسمة يشبهون الله بخلقه وينسبون له الجسم والحد والشكل والعياذ بالله. قال المجسم ابن تيمية في كتاب مجموعة تفسير ص 354 و355 وتلبيس الجهمية ج1 /568 :إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد" نعوذ بالله من كلامه هذا. نرد عليه بنقل صاحب الخصال من الحنابلة عن أحمد عن "من قال عن الله جسم لا كالأجسام كفر" انظر كتاب تشنيف المسامع ص 346. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح "فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شىء" ونقل إجماع أهل السنة على تنزيه الله عن الحركة والسكون الإمام المقدم أبو منصور البغدادي في الفرق بين الفرق ونقل الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه والإمام التقي الحصني الشافعي في دفع شبه من شبه وتمرد وغيرهما ان الإمام أحمد نزه الله عن الحركة .
ويكفينا في ردّ هذا التخريف والتحريف ءايات بيّنات من كتاب الله تعالى، كقوله تعالى:
[وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا] الكهف :29}
وكقوله تعالى:"لا يخفَّفُ عنهُمُ العذابُ ولا هُمْ يُنْظرون" (سورة البقرة / ءاية: 162)،
وكقوله تعالى: "يضاعفْ له العذابُ يومَ القيامةِ ويخلدْ فيه مهانًا" (سورة الفرقان / ءاية: 69)،
وكقوله تعالى: "إنَّ المجرمينَ في عذابِ جهنَّم خالدونَ، لا يُفَتَّرُ عنهمْ وهمْ فيهِ مُبْلِسُون" (سورة الزحرف / ءاية: 74 و75)،
ومنها قوله تعالى: "فلا يخفَّفُ عنهُمُ العذابُ ولا هُمْ يُنْصَرُون" (سورة البقرة / ءاية: 86)،
وقوله تعالى: "لا يخفَّفُ عنهُمُ العذابُ" (سورة آل عمران / ءاية: 88)
، وقوله سبحانه: "وما هُمْ بخارجِينَ مِنَ النَّارِ" (سورة البقرة / ءاية: 167)،
وقوله تبارك وتعالى: "كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلودًا غيرَها لِيَذوقوا العذابَ" (سورة النساء / ءاية: 56)،
وقوله جل جلاله: "وما هُمْ بخارجينَ مِنْها ولهمْ عذابٌ مُقيمٌ" (سورة المائدة / ءاية: 37)،
وقوله تعالى: "لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ" (سورة هود / ءاية: 8)،
وقوله تعالى: "كُلَّمَا أرَادُوا أنْ يخرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا" (سورة الحج / ءاية: 22)،
وقوله تعالى: "لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ولا يخفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابها" (سورة فاطر / ءاية: 36)،
وقوله تعالى: "وَقَالَ الذينَ في النَّارِ لخزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَومًا مِنْ العَذَابِ" (سورة غافر / ءاية 49)
وقوله تعالى: "فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إلا عَذَابًا" (سورة النبأ / ءاية: 30)،
وقوله تعالى: "كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جميعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أضَلُّونا فَآتهمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ" (سورة الأعراف / ءاية: 38)،
وقوله تعالى: "عَذَابًا ضِعْفًا في النَّارِ" (سورة ص / ءاية: 61)،
وقوله تعالى: "الذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ زِدْنَاهُمْ عَذابًا فَوْقَ العَذَابِ بما كَانُوا يُفْسِدُون" (سورة النحل / ءاية: 88)،
وقوله تعالى: " تُسْقَى مِنْ عَينِ ءانِيَةٍ" (سورة الغاشية / ءاية: 5)، وقوله تعالى: " لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَردًا وَلا شَرابًا، إلا حميمًا وَغَسَّاقًا" (سورة النبأ / ءاية: 24 و25)،
وقوله تعالى: "وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ، يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ" (سورة إبراهيم / ءاية: 16 و17)،
وقوله تعالى: "وَسُقُوا مَاءً حميمًا فَقَطَّعَ أمْعَاءَهُمْ" (سورة محمد / ءاية: 15)،
وقوله تعالى: "وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بماءٍ كَالمهْلِ يَشْوي الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا" (سورة الكهف / ءاية: 29)،
وقوله تعالى: "وَنَادَى أصْحَابُ النَّارِ أصْحَابَ الجنَّةِ أنْ أفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الماءِ وَمما رَزَقَكُمُ اللهُ قَالُوا إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الكَافِرِينَ" (سورة الأعراف / ءاية: 50).
فهؤلاء لا يتبعون لا الامام أحمد ولا أحد من الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم.
يجب التحذير منهم ومن كفرهم. والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق