ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر، ولكن هذا السحر لم يضره في بدنه ولا في عقله وإدراكه ودينه وعبادته ولا في شيء مما يتعلق برسالته
اما الآية 47 من سورة الإسراء: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُورًا
وقد كان ما وقع له صلى الله عليه وسلم من السحر بعد الهجرة في المدينة المنورة وبعد صلح الحديبية، ولذلك فلا علاقة له بالآية المذكورة، لأنها نزلت بمكة، وما وقع له صلى الله عليه وسلم من تأثير السحر لا يستلزم نقصاً ولا محالاً شرعياً، لأنه من نوع الأعراض البشرية، والأمراض الجائزة في حق الأنبياء والرسل - عليهم السلام - ولم يكن له تأثير فيما يتعلق بالتبليغ كما بينه الحافظ ابن حجر في الفتح وغيره، وما جاء في الآية الكريمة هو من قول كفار قريش وجماعة المستهزئين الذين هلكوا قبل ذلك في بدر وغيرها، قال القرطبي: إذا يقول الظالمون ـ أبو جهل والوليد بن المغيرة وأمثالهما ـ فهو مثل قولهم: مجنون وكاهن وشاعر.
ولا دليل في الفعل المضارع ـ يقول ـ من سورة الإسراء ولا في الماضي من قولهم في سورة الفرقان: وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا.{ الفرقان: 8 }.
على ما ذهب إليه هؤلاء، فالله تعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يعلم ما تناجى به المشركون وما يتناجون به حين يقولون هذا القول.
في صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، كلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها.
في لباب النزول للسيوطي: وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك قال: صنعت اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأصابه من ذلك وجع شديد فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه لما به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما فخرج إلى أصحابه صحيحا. اهـ
وقد قال بهذا البغوي والقرطبي وابن الجوزي
وقال ابن حجر في الفتح: وفي حديث زيد بن أرقم عند عبد بن حميد وغيره: فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وفيه فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال. اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق