بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 12 أكتوبر 2018

حديث: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"



حديث: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"
معناه الذي خلع جلباب الحياء يصنع ما يشاء هذا ذم لمن لا يستحي لأن الحياء يمنع من الرذائل فمن ليس له حياء ينطلق في الرذائل
ليس هذا القول إغراء بفعل المعاصي عن قلة الحياء كما توهمه بعض من جهل معاني الكلام ومواضعات الخطاب, وفي مثل هذا الخبر 
قول الشاعر:
إذا لم تخـشى عاقبـة الليالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشـاء
فلا والله ما في العيش خيـر *** ولا الدنيا إذا ذهـب الحيـاء
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحـاء
قال أبو بكر الرازي من أصحاب أبي حنيفة أن المعنى فيه إذا عُرضت عليك أفعالك التي هممت بفعلها فلم تستحي منها لحسنها وجمالها فاصنع ما شئت منها فجعل الحياء حكماً على أفعاله وكلا القولين حسن والأول أشبه لأن الكلام خرج عن النبي صلى الله عليه وسلم مخرج الذم لا مخرج المدح
, ولكن قد جاء حديث بما يضاهي الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (( ما أحببت أن تسمعه أذناك فائته وما كرهت أن تسمعه أذناك فاجتنبه ))
وقد قيل في تفسير قوله عليه الصلاة والسلام :"إذا لم تستح فاصنع ما شئت" أنّه انظر إلى ما تريد أن تفعله، فإن كان مما لا يُستحى من الله ومن الناس في فعله لكونه من أفعال الطاعات أو من جميل الأخلاق والآداب المستحسنة فاصنع منه ما شئت، وإن كان مما يُستحى من الله ومن الناس فعله فدعه.
وقيل معناه الخبر، فكأنه قال:إذا لم تستح فعلت ما شئت حتى تقع في الفحش والمنكر، لأنّ عدم الحياء يجر إلى الانهماك في الفحشاء والمنكر والرذائل والموبقات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...