بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 أغسطس 2018

شرح حديث: حتى يضع رب العزة فيها قدمه

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين اجمعين وبعد

كلام علماء اهل السنة والجماعة في شرح الحديث ((لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط))

ان الله سبحانه وتعالى منزه عن الاعضاء والجوارح؛ ولقد قال الامام الحافظ قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة رضي الله عنه في كتابه 
(ايضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل) عند شرحه لهذا الحديث

((((اعلم ان إجراء هذا الحديث ونحوه على ظاهره محال على الله)))) ثم قال : النضر بن شميل في تفسيره القدم{الذين قدمهم الله وقدرهم لها من شرار خلقه}ثم قال : قال الأزهري :{القدم، الذين تقدم القول عليهم بتخليدهم فيها ،نعوذ بالله منها، فالقدم اسم لما قدم، والهدم اسمٌ لما هدم ، والقبض اسم لما قبض}، ومنه قوله تعالى ((أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ)) أي ما قدموه من صالح الاعمال

قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم :" لا تَزَالُ جَهَنَّمُ تقولُ هلْ مِنْ مَزِيدٍ حتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فيها قَدَمَهُ فتقولُ قَطْ قَطْ " ..
 هذه روايةُ البخاريِّ ..

ورِوَايَةُ مسلم :" لا تزالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فيها وتقولُ هلْ مِنْ مَزِيدٍ حتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فيها قَدَمَهُ فينزوي بعضُها إلى بعضٍ وتقولُ قَطْ قَطْ" ،

 أي اكْتَفَيْتُ اكْتَفَيْتُ ..
  
ولا يَصِحُّ حملُ القَدَمِ في الحدِيثِ على أنها صفةُ الله بلا كيفٍ لأنَّ صِفَةَ الله لا تفارقُ ذاتَه ولا تَلِجُ النَّارَ ..
وإنما المرادُ بالقَدَمِ الفَوْجُ الأخيرُ من يأجوجَ ومأجوجَ الذي يُقَدَّمُ إلى جَهَنَّمَ حتَّى تمتلئَ بهم ..
لأنه قد ثَبَتَ في الأحاديثِ الصَّحِيحَةِ الواردةِ عن رسولِ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، أنَّ يأجوجَ ومَأجوجَ لا يموتُ أحدُهم حتَّى يَلِدَ ألفًا من صُلْبهِ أو أكثرَ ، فيصيرُ عددُهم قبلَ خروجهِم كبيرًا جدًّا ، حتَّى إنَّ البشَر ، يومَ القيامة ، بالنسبةِ إليهم من حيثُ العددُ كواحدٍ من مِائةٍ وفي روايةٍ كواحدٍ من ألف ..

وعند البخاريِّ وَرَدَ الحديثُ السَّابقُ المذكورُ بلفظ :" فأمَّا النَّارُ فلا تمتلئُ حتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فتقولُ قَطْ قَطْ فهنالكَ تمتلئُ ويُزْوَى بعضُها إلى بعض " .. أنظر[(صحيح البخاريِّ)/كتاب تفسير القرءان/باب قوله وتقولُ هل مِنْ مزيد]..

فقولُ رسول الله " رِجْلَهُ " يعني به الفَوْجَ الأخيرَ من يأجوجَ ومأجوجَ الذي يَدْخُلُ جَهَنَّمَ فتمتلئُ بهم .. ومعروفٌ عند العَرَبِ أنهم كانوا يقولون :" غَزَانَا رِجْلٌ من جَرَادٍ " ، أيْ فَوْجٌ من جراد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”

 كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” قال اب...