بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

حديث " انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته

حديث " انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته
===============================================

يجب الايمان بأن الله يُرى في الاخرة , يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا كيف ولا مكان ولا جهة , قال تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة ( 22 ) الى ربها ناظرة ( 23 ) " ( سورة القيامة ) 
وقال صلى الله عليه وسلم : " انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته " , رواه مسلم
وقيل في معنى لا تضامون أي:
لا تضامون :- أي لا يظلم بعضكم بعضا أي إن كل المسلمين يرى الله تعالى
لا تضامون :- لا تتزاحمون
لا تضامون :- لا تشكون بأن الذي رأيتموه هو الله
فالنبي صلى الله عليه وسلم شبه رؤيتنا لله من حيث الشك أي ان الذي سيُرى في الحنة هو الله يقينا كما برؤية القمر ليلة البدر لا تشك انه القمر , ولم يشبه الله تعالى بالقمر
قال الامام ابو حنيفة رضي الله عنه في الفقه الاكبر : " والله تعالى يُرى في الاخرة , يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رءوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة
واستدل اهل الحق بأن رؤية الله بالأبصار للمؤمنين في الآخرة جائزة عقلا وسمعا بوجوه منها :-
أن موسى سأل ربه الرؤية بقوله " ربي ارني انظر إليك " فلو رؤية الله لا تجوز عقلا أو شرعا أي لو كانت مستحيلة لم يسأل موسى ربه أن يراه
* قال النسفي " رؤية الله تعالى جائزة بالعقل وما يدل على ذلك أن موسى طلب من الله أن يراه فقال له الله انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني " فما علق على الجائز العقلي فهو جائز الوقوع
* الرؤية لا تستلزم الإحاطة لقوله تعالى " لا تدركه الأبصار " لا تدركه جميع الأبصار فقط أبصار المؤمنين يرونه
و الله لا يُرى في الدنيا بالعين ولو كان يرى بالعين لرآه سيدنا محمد , " لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت " , رواه مسلم

قال سيدنا الإمام مالك رحمه الله : لا يُرى الباقي ( يعني الله ) بالعين الفانية وإنما يُرى بالعين الباقية في الاخرة ، أي أن عيون أهل الجنة لا يلحقها الفناء لانهم لا يموتون أبد الآبدين .
ورحم الله الامام الغزالي الذي قال في كتابه : قواعد العقائد " عن موضوع الرؤية : العلم بأنه تعالى مع كونه منزها عن الصورة والمقدار ، مقدسا عن الجهات والاقطار مرئي بالأعين والأبصار في الدار الآخرة دار القرار لقوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ولا يُرى في الدنيا لقوله تعالى : ( ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الابصار ) سورة الانعام / ءاية 103 .
قال القاضي عياض: رؤية الله سبحانه وتعالى جائزة عقلا، وثبتت الأخبار الصحيحة المشهورة بوقوعها للمؤمنين في الآخرة، وأما في الدنيا فقال الإمام مالك: إنما لم ير سبحانه في الدنيا لأنه باق، والباقي لا يرى بالفاني، فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي. (فتح الباري)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...