تفسير ءاية {وإن منكم إلا واردها}
هدى محمد 101تفسير ءاية
الحمد لله وبعد فهذه الاية مما يخفى على كثير من الناس تفسيرها وهي قوله تعالى {وإن منكم إلا واردها} وليس معناها أن كل انسان سيدخل جهنم لأن الانبياء والاولياء وكذا سائر الأتقياء لا يجوز أن يدخل جهنم لأن كل من ادى الواجبات واجتنب المحرمات ومات على ذلك يدخل الجنة من غير سابق عذاب قال الله تعالى {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} أي عن جهنم فلا يدخلونها ولا يجدون أذى حرها قال الله تعالى {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة}
معناه الملائكة عند الموت يبشرون عباد الله الصالحين وقد ورد أن ملائكة الرحمة يحضرون عند العبد الصالح عند الموت فيقعدون منه على مدى وهم وجوههم منيرة كالشمس فيتبسمون في وجهه فيفرح فرحا لا يعدله كل فرح الدنيا ثم يأتى عزرائيل عليه السلام ويقول له السلام عليك يا ولىّ الله في تلك اللحظه يزول عنه الخوف من الموت ويقول له عزرائيل أبشر برحمة الله ورضوانه ومثل هذا كيف يدخل النار انما معنى الاية {وان منكم الا واردها} ان كل انسان سيرد فوق جهنم فوق الصراط فان كان كافرا زلت به قدمه الى قعر النار وان كان تقيا فمروره على حسب عمله وقد ورد تجرى بهم اعمالهم معناه الجواز فوق الصراط يكون على حسب العمل فبعض الناس مرورهم كلمح البصر وبعضهم كالريح المرسله وبعضهم كالخيل المسرعه وكذلك ينزل في جهنم عصاة المسلمين أهل الكبائر الذين ماتوا بلا توبة ولم يعف الله عنهم فالورود الوارد في الاية يشمل ورود العابر كالانبياء والاولياء وسائر الصالحين والذين تزل بهم القدم فينزلون الى جهنم.
ولا يجوز أن يقال إن كل انسان يدخل جهنم لان هذا ضد القرءان والقرءان من شأنه أنه يتعاضد ولا يتناقض .
وليعلم ان العلماء قالوا:إن من يقرأ القرءان لنفسه من دون قارئ يتلقى منه لا يسمى قارئا وليس له ان يُقرئ غيره لأنه لا يضمن انه يقرأ على الصواب ويُقرئ على الصواب وقد قال الله تعالى {يتلونه حق تلاوته} وحق التلاوة لا يعلم الا بالتلقى عن اهل المعرفة الذين تلقوا عن امثالهم بسلسلة تتصل إلى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن اراد ان يقرأ القرءان لنفسه او ان يقرئ غيره لا بد ان يتلقى من القارئ الثقة وليس له أن يقدم على القراءة أو على التفسير دون ان يتلقى من اهل العلم الثقات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق