جواهر في العقيدة
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.
بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله.....
الجوهر الجسم والعرض صفة الجسم، الله تعالى قال في القرءان الكريم: { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}
الجوهر الجسم والعرض صفة الجسم، الله تعالى قال في القرءان الكريم: { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}
يعني الله هو خالق كل شيء، خلق الأجسام وخلق صفات الأجسام، فلا يجوز أن يكون جسمًا ولا يجوز أن يكون صفة الجسم.
العرش هذا الذي خلقه الله فوق السماوات السبع فوق الجنة خلقه الله حتى يكون للملائكة قبلة لهم، نحن ما هي قبلتنا؟ الكعبة،
نحن لما نريد أن نصلي نتوجه إلى الكعبة، في الحج أو العمرة نطوف حول الكعبة، نُعظّم الكعبة نحن، الملائكة الحافّون حول العرش يُعظّمون العرش، يتوجهون إلى العرش، يطوفون حول العرش، فالعرش بالنسبة للملائكة فوق كالكعبة بالنسبة لنا هنا في هذه الأرض، فالله الذي خلق العرش لا يجوز أن يكون مثل العرش، الذي خلق السماء لا يجوز أن يكون مثل السماء، الله خلق أجساما كبيرة، العرش أكبر جسما وخلق أجسامًا أصغر من العرش وخلق أجسامًا صغيرة بحيث لا ينقسم بعد ذلك، لا يكون أكثر من هذا التجزُّء. الله الذي خلق الجسم الكبير والجسم الصغير والجسم الوسط بين الكبير والصغير لا يجوز أن يكون جسمًا، لا جسمًا كبيرًا ولا جسمًا صغيرًا ولا جسمًا وسطًا.
فالله عز وجل، المخلوقون لا يعرفون حقيقته إنما يعتقدون بوجوده وأنه موصوف بصفات الكمال اللائقة به من غير أن يُشبّه بشيء من الخلق.
فالله عز وجل، المخلوقون لا يعرفون حقيقته إنما يعتقدون بوجوده وأنه موصوف بصفات الكمال اللائقة به من غير أن يُشبّه بشيء من الخلق.
يوجد ءاية في القرءان الكريم، قال الله تعالى: { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}
أحد الصحابة اسمه أُبي بن كعب، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال عنه : "أقرؤكم أُبي" يعني هو أقرؤ الصحابة، قال: { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}
يعني إليه تنتهي أفكار العباد فلا تصل إليه، يعني أفكار العباد لا تصل إلى إدراك الخالق، لكن يجب أن نعتقد أنه موجود لا يشبه شيئًا من خلقه، ليس جسمًا ولا يوصف بصفات الأجسام، مثل ماذا صفات الأجسام؟ الجلوس هذا من صفات الأجسام، التغيّر، اللون، الشكل والهيئة والحيّز، كل هذا من صفات الأجسام، الانتقال من حال إلى حال، الانتقال من أعلى إلى أسفل، الانتقال من أسفل إلى أعلى، هذا من صفات الأجسام. الله الذ ي خلق الأجسام وصفات الأجسام لا يجوز أن يوصف بصفات الأجسام ولا يجوز أن يكون كالأجسام. هذا هو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، هذه التي يقال لها العقيدة السنيّة، العقيدة الأشعريّة، عقيدة الرسول والصحابة. السلف الذين كانوا في الثلاثمائة الأولى، في مائة الرسول والتي تلي والتي تلي هؤلاء كانوا على هذه العقيدة.
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" يعني أحسن وقت يكون فيه الناس في هذه الأمة هو القرن الأول الذي كان فيه الرسول (القرن يعني المائة سنة) ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم قال عليه الصلاة والسلام في حديث ءاخر رواه الترمذي: "عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فمن أراد بُحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" يعني ليكن مع جماعة المسلمين، أي مع الجمهور. الآن جمهور المسلمين من هم؟ إن كان في بلاد الحجاز أو في بلاد الهند وباكستان وأندونيسيا حيث يوجد نحو ثلاثمائة مليون مسلم وفي الصين يوجد أيضًا عشرات الملايين من المسلمين وفي كل الدول العربية هذه كلهم على العقيدة الأشعرية.
ما معنى العقيدة الأشعرية؟
ليست عقيدة جديدة، لا، الإمام أبو الحسن الأشعري هو عمل هذه العقيدة على حسب ما كان عليه الرسول والصحابة، إنما هو بيّنها ونصب عليها الأدلّة،
فلما نحن نقول كما قال الشيخ عبد الغني النابلسي:
معرفة الله عليك تُفترض = = بأنه لا جوهرٌ ولا عَرَض
هذا ليس شيئًا جديدًا، هذا ما كان عليه الرسول والصحابة أن الله ليس جسمًا ولا يُوصف بصفات الأجسام، فهو ليس ضوءًا،
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" يعني أحسن وقت يكون فيه الناس في هذه الأمة هو القرن الأول الذي كان فيه الرسول (القرن يعني المائة سنة) ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم قال عليه الصلاة والسلام في حديث ءاخر رواه الترمذي: "عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فمن أراد بُحبوحة الجنة فليلزم الجماعة" يعني ليكن مع جماعة المسلمين، أي مع الجمهور. الآن جمهور المسلمين من هم؟ إن كان في بلاد الحجاز أو في بلاد الهند وباكستان وأندونيسيا حيث يوجد نحو ثلاثمائة مليون مسلم وفي الصين يوجد أيضًا عشرات الملايين من المسلمين وفي كل الدول العربية هذه كلهم على العقيدة الأشعرية.
ما معنى العقيدة الأشعرية؟
ليست عقيدة جديدة، لا، الإمام أبو الحسن الأشعري هو عمل هذه العقيدة على حسب ما كان عليه الرسول والصحابة، إنما هو بيّنها ونصب عليها الأدلّة،
فلما نحن نقول كما قال الشيخ عبد الغني النابلسي:
معرفة الله عليك تُفترض = = بأنه لا جوهرٌ ولا عَرَض
هذا ليس شيئًا جديدًا، هذا ما كان عليه الرسول والصحابة أن الله ليس جسمًا ولا يُوصف بصفات الأجسام، فهو ليس ضوءًا،
كثير من الناس يتصورون أن الخالق ضوءً مثل هذا الضوء هذا النور. الله تعالى قال في القرءان الكريم: { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} يعني هو خلق الظلمات وخلق النور، فلا يجوز أن يكون كخلقه، لا يجوز أن يكون ضوء ولا يجوز ان يكون ظلامًا.
الذي ورد في القرءان الكريم: { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} فهذا معناه: الله هادي، هو الذي هدى المؤمنين، من هدانا للإيمان؟ الله، هو الذي هدى الملائكة في السماء للإيمان، الله هو هداهم للإيمان هو الذي هدانا للإيمان، فهذا التشبيه الذي جاء في القرءان: { مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} إلى ءاخر الآية، هذا تشبيه الإيمان الذي في قلب المؤمن بالمشكاة، يعني الطاقة التي تكون في الحائط، الطاقة غير النافذة، يقال لها المشكاة، هذا يقال له نافذة يعني ينفذ من الشق الآخر، أما المشكاة هي الطاقة غير النافذة التي فيها المصباح والمصباح يوقد من شجرة لا شرقية ولا غربية، هذا عن شجرة الزيتون عن زيت الزيتون، كل هذا التشبيه عن الإيمان، في ءاخر الآية : { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} يعني يهدي الله للإيمان من يشاء من عباده. فهو الذي هدانا للإيمان وهدى الملائكة للإيمان.
والله الذي خلق العرش وما تحته وما فوقه لا يجوز أن يكون جالسًا على العرش، فنحن الآن جلوس، كلنا جلوس، فلو كان الله جالسًا لكان له أمثال كثيرة، والله تعالى يقول: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} معناه: الله لا يشبه شيئًا ولا يشبهه شيء، الجالس مثله أشياء كثيرة، ثم إذا كان شيء جالس على شيء، هذا الذي جلس على هذا إما أن يكون بقدره، بقدر ما جلس عليه أو يكون أوسع منه أو يكون أقل منه، في الحالات الثلاث يكون مُقدَّرًا، يكون له حجم، يكون له كمية له مقدار، والذي له حجم له مقدار له مساحة يحتاج لمن جعله على هذه المساحة بدل أكبر منها أو أصغر منها، والمحتاج لغيره لا يكون إلهًا، فالله لا يجوز أن يكون جالسًا على العرش.
الذي جاء في القرءان الكريم في أكثر من موضع: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، ليس معناه أن الله جلس على العرش، لا، هذا إخبار عن أن الله قاهر العرش ومسيطر عليه، كقولنا الله خلقنا، ليس معناه أن الله بإبرازنا من العدم إلى الوجود صار له صفة جديدة هي صفة التخليق، الله لا يتصف بصفات جديدة، هو ليس له بداية وصفاته أزلية ليس لها بداية، لا يجوز أن يوصف بوصف جديد، لماذا؟ لأن الاتصاف بوصف جديد هو تغيّر، والمتغيّر ماذا يكون؟ يكون مخلوقًا، فالله لا يجوز أن يكون متصفًا بصفة جديدة. نقول استوى على العرش بمعنى أنه قاهر العرش ومسيطر عليه، كما نقول: خلق الناس بمعنى أنه أبرزهم من العدم إلى الوجود بصفة التخليق الأزلية، ليس اكتسب وصفًا جديدًا بإيجاد هؤلاء الخلق، لا، الله لا يوصف بصفة جديدة.
كذلك قول النبي: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا" فلا يجوز ان يكون معناه أن الله يكتسب كل ليلة وصفًا جديدًا وهو الانتقال من مكان بعيد في العرش إلى مكان أدنى إلى العباد وهو السماء الدنيا، لا، إنما هذا الحديث معناه أن الله يُنزل ملَكًا، ورد في بعض الروايات: "ينزل مَلَكٌ" أي يُنزل الله ملكًا، وفي بعض الروايات ورد: "إنّ الله يُمهل حتى إذا مضى شطر الليل الأول أمر مُناديًا فينادي هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له" هذا تبليغًا عن الله، الملك يقول إن ربكم يقول: " هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له" يعني المَلَك يُبلّغ عن الله سبحانه وتعالى، فالله لا يجوز أن يكتسب وصفًا جديدًا، لا الجلوس ولا الاستقرار ولا النزول ولا الانتقال من حال إلى حال ولا السُكنى في مكان ولا في كل الأماكن.
بعض جهلة المتصوفة الذين يدّعون التصوف، ماذا يقولون؟ يقولون "الله حالٌ فينا" يقولون: معنى الحي القيوم القائم فينا، هذا كفرٌ، الذي يقوم فينا يكون مخلوقًا، نحن مخلوقون، الروح التي فينا مخلوقة، فمعنى القيوم: الذي هو القائم بذاته المستغني عن كل ما سواه، هذا معنى القيوم، أو معناه مدبّر كل شيء، مدبّر المخلوقين، ليس معنى القيوم القائم فينا، لا، فهذه قاعدة جليلة عظيمة وهي: [أن الله لا يتّصف بوصف جديد، هو أزلي وصفاته أزلية].
ثم فوق العرش يوجد كتاب، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب كتابًا فهو مرفوع فوق العرش إنّ رحمتي سبقت غضبي"،
والله الذي خلق العرش وما تحته وما فوقه لا يجوز أن يكون جالسًا على العرش، فنحن الآن جلوس، كلنا جلوس، فلو كان الله جالسًا لكان له أمثال كثيرة، والله تعالى يقول: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} معناه: الله لا يشبه شيئًا ولا يشبهه شيء، الجالس مثله أشياء كثيرة، ثم إذا كان شيء جالس على شيء، هذا الذي جلس على هذا إما أن يكون بقدره، بقدر ما جلس عليه أو يكون أوسع منه أو يكون أقل منه، في الحالات الثلاث يكون مُقدَّرًا، يكون له حجم، يكون له كمية له مقدار، والذي له حجم له مقدار له مساحة يحتاج لمن جعله على هذه المساحة بدل أكبر منها أو أصغر منها، والمحتاج لغيره لا يكون إلهًا، فالله لا يجوز أن يكون جالسًا على العرش.
الذي جاء في القرءان الكريم في أكثر من موضع: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، ليس معناه أن الله جلس على العرش، لا، هذا إخبار عن أن الله قاهر العرش ومسيطر عليه، كقولنا الله خلقنا، ليس معناه أن الله بإبرازنا من العدم إلى الوجود صار له صفة جديدة هي صفة التخليق، الله لا يتصف بصفات جديدة، هو ليس له بداية وصفاته أزلية ليس لها بداية، لا يجوز أن يوصف بوصف جديد، لماذا؟ لأن الاتصاف بوصف جديد هو تغيّر، والمتغيّر ماذا يكون؟ يكون مخلوقًا، فالله لا يجوز أن يكون متصفًا بصفة جديدة. نقول استوى على العرش بمعنى أنه قاهر العرش ومسيطر عليه، كما نقول: خلق الناس بمعنى أنه أبرزهم من العدم إلى الوجود بصفة التخليق الأزلية، ليس اكتسب وصفًا جديدًا بإيجاد هؤلاء الخلق، لا، الله لا يوصف بصفة جديدة.
كذلك قول النبي: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا" فلا يجوز ان يكون معناه أن الله يكتسب كل ليلة وصفًا جديدًا وهو الانتقال من مكان بعيد في العرش إلى مكان أدنى إلى العباد وهو السماء الدنيا، لا، إنما هذا الحديث معناه أن الله يُنزل ملَكًا، ورد في بعض الروايات: "ينزل مَلَكٌ" أي يُنزل الله ملكًا، وفي بعض الروايات ورد: "إنّ الله يُمهل حتى إذا مضى شطر الليل الأول أمر مُناديًا فينادي هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له" هذا تبليغًا عن الله، الملك يقول إن ربكم يقول: " هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له" يعني المَلَك يُبلّغ عن الله سبحانه وتعالى، فالله لا يجوز أن يكتسب وصفًا جديدًا، لا الجلوس ولا الاستقرار ولا النزول ولا الانتقال من حال إلى حال ولا السُكنى في مكان ولا في كل الأماكن.
بعض جهلة المتصوفة الذين يدّعون التصوف، ماذا يقولون؟ يقولون "الله حالٌ فينا" يقولون: معنى الحي القيوم القائم فينا، هذا كفرٌ، الذي يقوم فينا يكون مخلوقًا، نحن مخلوقون، الروح التي فينا مخلوقة، فمعنى القيوم: الذي هو القائم بذاته المستغني عن كل ما سواه، هذا معنى القيوم، أو معناه مدبّر كل شيء، مدبّر المخلوقين، ليس معنى القيوم القائم فينا، لا، فهذه قاعدة جليلة عظيمة وهي: [أن الله لا يتّصف بوصف جديد، هو أزلي وصفاته أزلية].
ثم فوق العرش يوجد كتاب، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب كتابًا فهو مرفوع فوق العرش إنّ رحمتي سبقت غضبي"،
معناه يوجد كتاب فوق العرش مكتوب فيه: "إن رحمتي سبقت غضبي" معناه أن الله خلق مظاهر الرحمة قبل مظاهر الغضب، فخلق الجنة قبل الناروخلق الملائكة قبل الشياطين، خلق مظاهر الرحمة قبل مظاهر الغضب وجعل مظاهر الرحمة غالبة لمظاهر الغضب، يعني أكثر، فالجنة اوسع من النار والملائكة أكثر من الإنس والجن، والملائكة كلهم مظاهر رحمة، لأنهم أولياء الله. هذا الكتاب أين موجود؟ فوق العرش، فإذًا فوق العرش يوجد مكان، والذي يكون فوق العرش يكون مخلوقًا.
فبعض المشبّهة ماذا يقولون؟ يقولون: نحن نقول الله فوق العرش حيث لا مكان، فوق العرش مكان، الكتاب أليس له مكان؟ الكتاب مخلوق له مكان، فوق العرش يوجد مكان موجود فيه الكتاب.
وورد أيضًا أنه يوجد كتاب فوق العرش مكتوب فيه ءاخر ءايتين من سورة البقرة: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ .....} إلى ءاخر السورة.
فهذا العرش إذًا عليه كتاب فيه آيتان من سورة البقرة وتحت العرش الجنة، الجنة مسكن المؤمنين، بعد يوم القيامة المؤمنون يسكنون الجنة، وتحت الجنة الآن يوجد السماوات السبع، هذه السماوات السبع هي محل سُكنى الملائكة، سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام قال عن السماوات: "ما فيها موضع اربع أصابع إلا وفيها ملك قائم أو راكع أو ساجد" معناه مسكن الملائكة السماوات،
وكذلك يقول علماء أهل السنّة والجماعة، يقولون: [السماء بما أنها مسكن الملائكة، بما أنها مكان لا يُعصى الله عليه لذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء إلى السماء]، لأن السماء مكان لا يُعصى الله فيه، فينزل منه رحمات وبركات، والسماء قِبلة الدعاء، الرسول في صلاته كان يتوجه إلى الكعبة الشريفة وينهى عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة، وفي خارج الصلاة كان يرفع يديه ويرفع بصره إلى السماء،
معناه السماء ليست مسكن الله ، وإلا كيف الرسول نهى في الصلاة عن رفع العينين إلى السماء، وكان إذا تشهد الرسول في صلاته عليه الصلاة والسلام يرفع إصبعه السبابة ويُخفضها قليلا،
وورد في سنن أبي داود: "أنه كان حين يتشهد يرفع إصبعه السبابة ويخفضها قليلا" يدل على أن الله لا يسكن في جهة فوق، إنما هذا الرفع فيه إشارة لتعظيم الله،
وفي لغة العرب في تخاطبهم معروف أن الإشارة إلى جهة فوق هي إشارة إلى الرفعة، ليس معناه في كل الأحوال لما يشير بإصبعه إلى ما يشير إلى الجهة الفوقانية يعني بذلك المكان، اليس قد يسكن إنسان عالى القدر في مكان منخفض ويكون حارسه فوقه، هذا لا يعني أن الذي علا في الجهة صار أعلى في الفضل، سيدنا محمد أين هو عليه الصلاة والسلام؟ في المدينة المنورة، في القبر يعني، الملائكة الحافون حول العرش أين مكانهم؟ مكانهم في أعلى الأماكن، بعيد عن الأرض مسافة يقول بعض العلماء ما بين العرش إلى الأرض مسيرة خمسة وعشرين الف سنة، فمكانهم عالٍ عالٍ عال، لكن من أفضل عند الله؟ الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذًا عُلو المكان لا يدل على عُلو القدر، رُبّ من يكون في مكان عالٍ لكن يكون في درجة أقل، ورُبّ من يكون في درجة أدنى وهو في درجة أعلى، فعُلو الجهة مع عدم عُلو القدر ليس له شأن عند الله تعالى.
فكل شيء ورد في القرءان أو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مما قد يتوهم منه الشخص معنًى لا يليق بالله كالجهة أو المكان أو التغيّر من حال إلى حال، أو حديث من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يوهم ظاهره معنًى لا يليق بالله، فلا يكون المراد بهذا النص القرءاني أو الحديث هذا المعنى المُتوهّم،
فكل شيء ورد في القرءان أو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مما قد يتوهم منه الشخص معنًى لا يليق بالله كالجهة أو المكان أو التغيّر من حال إلى حال، أو حديث من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يوهم ظاهره معنًى لا يليق بالله، فلا يكون المراد بهذا النص القرءاني أو الحديث هذا المعنى المُتوهّم،
أليس يوجد ءاية في القرءان الكريم: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} ليس معناه أن الله أينما كنّا يكون معنا بذاته، لأن هذا المعنى فاسد، نحن ندخل الخلاء وندخل المسجد، وندخل أماكن غير مستحسنة أحيانًا وندخل أماكن مستحسنة، الله تبارك وتعالى لا يجوز عليه أن يكون في مكان، في جهة، كذلك قول الله تعالى: { فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}.
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق