بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

لو كان الجلوس على زعمكم صفة الذات المقدس ، لكان قديما ؟

جملة من الاستحالات لمن فسَّر الاستواء بالجلوس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله طه الأمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين .
أما بعدُ ، فيقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5) سورة طـه .
وقال عزَّ وجل : {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (54) سورة الأعراف .
لكل من حمله فهمه القاصر على تفسير الاستواء الوارد في القرءان الكريم بالجلوس ، إليكم هذه الجملةَ من الاستحالات عسى الله أن يردكم للصواب :
لو قيل : . إن المعنى على زعمكم يكون هكذا (إن الله خلق السموات والأرض ثم جلس تعالى على العرش) وهذا ألا يستلزم أنه قبل خلق السموات والأرض لم يكن جالساً على العرش ؟ مع العلم ان هذه الصفة كلها منفية عن الله
فعلى قولكم هذا انه حدثت له صفةٌ لم تكن من قبلُ ؟
و على هذا فانه ان جائكم قائل و قال لكم الله لم يكن سميعا ثم صار سميعا فاين المفر لكم ....فان قلتم له هذا فيه نسبة العجز و العاجز يكون محتاج فلا يصح ان يكون الله غير سميع ...فرد عليكم و قال و كذلك هل صفة الجلوس التي نسبتموها لله صفة كمال ام صفة نقص فسيقولون صفة كمال
فيقال لهم اذن انتم تزعمون ان الله قبل ان يجلس كان ناقصا و بعد ان جلس صار كاملا و من كان ناقصا فان هذا ايضا عجز و العاجز لا يستحق ان يكون ربا
وما هي العلاقة بين خلقه تعالى للسموات والأرض وقولكم جلس على العرش (بزعمكم) ؟
إن قلتم أن الله تعالى لم يكن جالساً على العرش ، وحصل بعدها ،
ألا يستلزم هذا الحركة بعد السكون وهما حادثان فكيف يتصف بها القديم عز وجل ؟
ألا يجرد الآية من التنظيم والبلاغة عند حملكم الاستواء بمعنى الجلوس على العرش بعد خلق السموات والأرض ؟
هل تزعمون انه استوجب الجلوس على العرش بسبب التعبَ للاستراحة كما زعمت اليهود ، أم أنكم شركاءُ معهم في هذا المعتقد ؟
لو كان الجلوس على زعمكم صفة الذات المقدس ، لكان قديما ؟
فهل يستلزم قدم العرش؟
أم يستلزم من ذلك والعياذ بالله على زعمكم حدوث الذات ؟!
وإن قلتم بعد كل هذا إنه فوق العرش ولكنه بعيد عنه بمسافة ، ألا ينافي هذا الجلوسَ المزعوم ؟
وإن قلتم أن الله فوق العرش لكن بعيد عنه بمسافةٍ ، أفلا يكون محدوداً من أسفلهِ على حد قولكم ؟
وإن كان على زعمكم فوق العرش بمسافةٍ ومحدود من أسفله ألا يستلزم تحديده تعالى من جميع الجهات لضرورة تملكها حكماً ؟
وإن قلتم أنه محدود من جميع الجهات ، أفلا يكون حجماً ملأ فراغاً ؟
و من كان حجما فانه يكون محتاج لمن جعله على هذا الحد دون غيره من الحدود
فإن كان هذا اعتقادكم ، أفلا يعارض قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } (11) سورة الشورى
بعد هذا كله ، ألا ترون أن الجلوس مستحيل على القديم الموصوف بكل كمال يليق به ، المنزه عن كل نقصٍ وعيبٍ في حقه تعالى .أفلا تخجلون من أنفسكم وأنتم تصفون الله بصفاتكم .
ختاماً اسأل الله تعالى أن يعيدكم بعد النظر لهذه الجملة من الاستحالات إلى دينكم ويردكم رداً جميلاً ، هداكم الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...