تفسير قوله تعالى : { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا }
هذه الآيةُ تتعلق بما حصل مع سيدنا موسى عليه السلام حين طلب من الله تعالى أن يريه ذاته
أي بلا كيف و لا مكان لا كما يرى المخلوق
أي بلا كيف و لا مكان لا كما يرى المخلوق
ففي سورة الأعراف { و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه قال ربي أرني أنظر إليك }
معناه لما سمع سيدنا موسى عليه السلام كلام الله تعالى الأزليّ الأبديّ الذي ليس بحرف و لا صوت و لا لغة طلب من الله تعالى أن يراه
و هذا معناه أن رؤيه الله جائزةٌ عقلاً ليس كما تزعم المعتزلة يقولون الله لا يُرى فيقال لهم و هل أنتم أعرف بالله من موسى لو كان لا يُرى كيف يطلب موسى أن يراه و لكن لا أحد يرى الله تعالى في الدنيا بعينه
لذلك قال الله تعالى :{ قال لن تراني و لكن أنظر إلى الجبل فإن إستقر مكانه فسوف تراني }
معناه هذا الجبل إن بقيَ مكانه مستقرًا بعد أن يعطى القدرة على رؤية الله سترى الله و لكن هو لن يبقى مستقرًا فلن تحصل لك الرؤية هذا المعنى
قال الله تعالى : { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا و خرَّ موسى صعقا }
معناه الله تعالى و هو على كل شىء قدير جعل في الجبل إدراكاً فرأ الجبل الله تعالى فاندك
و ليعلم أن الله تعالى يُرى في الآخرة يراه المؤمنون بأعين رؤوسهم التي لا تفنى يرونه بلا جهةٍ و لا شكلٍ و لا مكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق