بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 أكتوبر 2018

ضحك الله يعني رضي الله

ضحك الله يعني رضي الله
===============

عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ رَجُلًا أتى النبيَّ ، صلَّى الله عليهِ وسلَّم ، فبَعَثَ إلى نسائهِ فقُلْنَ ما مَعَنَا إلَّا الماءُ فقال رسولُ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم مَنْ يَضُمُّ أو يُضِيفُ هذا فقال رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ أنا فانْطَلَقَ بهِ إلى امرأتهِ فقال أَكْرِمِي ضَيْفَ رسولِ الله فقالتْ ما عندَنا إلَّا قُوتُ صِبْيَاني فقال هَيِّئِي طَعَامَكِ وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذا أرادوا عَشَاءً فهَيَّأَتْ طَعَامَهَا وأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا ونَوَّمَتْ صِبْيَانهَا ثمَّ قَامَتْ كأنها تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأَطْفَأَتْهُ فجَعَلا يُرِيَانهِ أنهما يأكُلانِ فباتا طَاوِيَيْنِ فلَمَّا أصبحَ غَدَا إلى رسولِ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ فقال ضَحِكَ الله اللَّيْلَةَ أو عَجِبَ مِنْ فَعَالِكُمَا فأنزلَ الله (( ويُؤْثِرُونَ على أنفسِهم ولو كانَ بهِم خَصَاصَةٌ ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسهِ فأولئكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ))[الْحَشْر/9]..
والضَّحِكُ الواردُ في الحديثِ واقعٌ بمعنى الرِّضَى وليسَ كَضَحِكِ البَشَرِ ، كما قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في (الفتح) عند شرحهِ لهذا الحديث :" ونسبةُ الضَّحِكِ والتَّعَجُّبِ إلى الله مَجَازِيَّةٌ ، والْمُرادُ بهِما الرِّضَا بصَنيعِهِما " .. أنظر[(فتح الباري)/كتاب فضائل الصَّحابة]..
ويقولُ ابنُ حَجَرٍ في مَوْضِعٍ ءاخَر من كتابهِ :
" وأَوَّلَ البخاريُّ الضَّحِكَ الوَارِدَ في الحديثِ بالرَّحمة . نَقَلَ ذلكَ عنهُ الخَطَّابيُّ وهو قريبٌ ، وتأويلُه على معنى الرِّضَا أَقْرَبُ " ..
أنظر[(فتح الباري)/كتاب الجهاد والسِّيَر]..
ومِمَّا وَرَدَ عن تَعَجُّبِ الله تعالى ما رواهُ عبدُ الله بنُ مسعودٍ قال قال رسولُ الله صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وجَلَّ من رَجُلٍ غَزَا في سبيلِ الله فانهزمَ يعني أصحابَه فعَلِمَ ما عليهِ فرَجَعَ حتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ فيقولُ الله تعالى لملائكتهِ انْظُرُوا إلى عبدِي رَجَعَ رَغْبَةً فيما عندِي وشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ ..
رواه أبو داودَ في[(سننه)/كتاب الجهاد/باب في الرَّجُلِ يَشْرِي نَفْسَه]..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...