بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 نوفمبر 2018

"وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوْحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيْمَان

"وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوْحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيْمَان

قول الله تعالى في سورة الشورى: "وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوْحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيْمَان وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".

قال الحافظ ابن الجوزي في تفسيره: "قوله
﴿ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ﴾ يعني القرآن
﴿وَلا الإِيمانُُ﴾ يعني شرائع الإِيمان –
أي تَفاصِيلَ الإيمان –، ولم يُرِدِ الإِيمانَ الذي هو الإقرار بالله".

وقال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره: "وَأَمَّا الإيمَانُ بِاللَّهِ وَمَلائِكِتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ عَلَى ْالإجْمَالِ فَقَدْ كَانَ حَاصِلا مُنْذُ خَلَقَهُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ".

ويستفاد من ذلك أن كلّ الأنبياء الله قد حفظهم من أنواع الكفر قبل النبوة أي قبل نزول الوحي عليهم بالنبوة، كذلك بعد نزول الوحي عليهم لا يحصل منهم ما يخلّ بمنصب النبوة، لا يليق بهم ولا يجوز عليهم الكفر ولا الكبيرة ولا صغيرة فيها وصف الخسة والدناءة، لأن كل نبيّ وأولهم آدم وخاتمهم محمد عليهم الصلاة والسلام، كل واحد منهم إنسان مكرّم عند الله أرسله الله ليرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم، فلا يليق أن يحصل منه كفر ولا كبيرة ولا صغيرة خسة ودناءة لا قبل نزول الوحي ولا بعد نزوله لما أكرم الله به كل واحد منهم من الرفعة والمنزلة العالية الكريمة.
الأنبياء عبدوا الله وحده لا شريك له، لم يحصل منهم كفر التكذيب بشيء من شريعة الله، ولا بتعطيل صفة من صفات الله من غير تشبيه ولا تمثيل،
قال الله تعالى: "وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى"
(سورة النحل) أي لله الوصف الذي لا يشبه وصف غيره سبحانه، وهذا أساس عقيدة الإسلام أن الله خالق كل شيء وأنه تعالى لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء.

وليعلم أن نبياً واحداً أفضل من كلّ الأولياء.
لا يكون وليّ أفضل من نبيّ. من فضل ولياً ولو كان أبا بكر أو سيدنا عليا رضي الله عنهما، على نبيّ من أنبياء الله فهذا لا يعرف الإسلام. النبوة منصب أعلى وأرفع من الولاية. نبي واحد أفضل من كل الملائكة.

محمد وموسى وعيسى دعوا إلى الإسلام كسائر الأنبياء، دينهم جميعاً الإسلام، واحدهم عليهم السلام أفضل من جبريل أفضل الملائكة، وأفضل من ميكائيل الملك الموكل بالسحاب،
وأفضل من إسرافيل الملك الموكل بالنفخ في الصور، والصور هو البوق، وأفضل من عزرائيل ملك الموت الموكل بقبض الأرواح، ورضوان خازن الجنة، ومالك خازن النار، عليهم جميعاً السلام.
الله يرحمنا وذريتنا وأهلنا، دعاكم لمن كتبها ونشرها، شكرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...