الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
طلب العلم الشرعي فريضة على كل مسلم
قال الله تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } الزمر. وقال تعالى { إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ } سورة فاطر.
أي أنّ العلماء هم أشد الناس خشية لله عز وجل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه" رواه الطبراني.
إنّ من أراد أن يتعلم العلم الشرعي وأن يكون عارفاً بالفقه في الدين فما عليه إلا أن يسلك طريقاً صحيحاً لطلب العلم الشرعي فلا يعتمد على مطالعته الفردية ولم يكن قد حصّل من العلم الشرعي من أهله القدرَ الذي يؤهله لأن يكون مُميِّزاً إذا ما طالع في الكتب كي يفرق بين الباطل والصحيح، فإن لم يفعل ذلك واكتفى بالمطالعة فقط فإنه لا يأمن على نفسه من الوقوع في الفهم السيء حيث لا يوجد معه من يصوّب له خطأه لذا لا يستطيع أن يميّز بين الصحيح والسقيم من التآليف.
وإنّ الاعتماد على أسلوب المطالعة الفردية للكتب دون الرجوع الى عالم ثقة ورع هو أسلوب لا يجعل من المرء عالماً ولا طالبَ علم شرعي.
إنّ طلب العلم لا يكون إلا بالتلقي من العلماء وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يذهب إلى أهل العلم ليتلقى العلم من أهله فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً الى الجنة " رواه الترمذي.
وطالب العلم المقصود بهذا الحديث ليس كل من سمّى نفسه طالب علم لأنّ من طلب العلم الشرعي ليستخدمه كوسيلة للرزق دون أن يعمل به ابتغاء مرضاة الله فلا أجر له.
وفي صحيح البخاري باب " العلم قبل القول والعمل " واستدل على ذلك بقوله تعالى { فاعلم أنّه لا إله إلا الله } سورة محمد.
ويفهم من كلام البخاري أنّه يجب على المكلف أي البالغ العاقل أن يتعلم قبل أن يتصدر للتعليم وأن لا يدخل في شيء حتى يعلم ما أحل الله تعالى منه وما حرّم وذلك حتى يميز بين الحلال والحرام والصحيح والباطل والمقبول والمردود والخير والشر، ولا يكون التمييز بين هذه الامور إلا بعد التعلم.
وكذلك لا بد من التعلم قبل مزاولة امور البيع والشراء والتجارة حتى لا يقع الانسان في الربا والغش والكذب فإنّ من لم يعرف الشر يقع فيه.
قال الله تعالى : { يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } التحريم.
فسّرها التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه بقوله : " أن تتعلم كيف تصلي وكيف تصوم وكيف تبيع وتشتري وكيف تنكح (أي تتزوج) وكيف تطلّق".
وجوب التعلم على الرجل والمرأة
إنّ تعلم القدر الضروري من علم الدين أمر واجب على الرجال والنساء وليس على الرجال فقط فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وبنت أبي بكر رضي الله عنه قالت : " نِعْمَ النساء نساء الانصار لم يمنعهنّ الحياء أن يتفقّهن في الدين " رواه البخاري.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" طَلَبُ العلم فريضة على كل مسلم " رواه البيهقي.
أي أنّ طلب القدر الضروري من علم الدين فريضة على كل مسلم سواء كان ذكراً أو أنثى.
فلا يجوز للمرأة أن تهمل هذا الامر وذلك حتى تتعلم كيف تؤدي الواجبات وتجتنب المحرمات وكيف تعامل والديها وتعاشر زوجها كما أمر الله وكيف تربي أولادها التربية الصالحة، فإنها بهذا تنقذ نفسها من عذاب النار إذا طبقت ما تعلمت من أداء الواجبات واجتناب المحرمات.
وقال الامام مجاهد وهو من التابعين :" لا ينال العلم مستحٍ ولا مستكبر " فالذي يريد طلب العلم والوصول لا يستحي من طلب العلم مهما كان عمره ومهما كانت صفته بين الناس ولا ينبغي أن يكون همه جمع المال وحب الدنيا بل همه التزود من التقوى والاستعداد لما بعد الموت لأنّ كل نفس ذائقة الموت.
أخي المسلم، إنك خلقت لعبادة الله لا لمعصيته، قال تعالى :{ وما خَلَقْتُ الجنَّ والانس إلا ليعبدون } سورة الذاريات.
أي إلا لآمرهم بعبادتي. فنحن مأمورون بعبادة الله وطاعته في كل الاحوال والاوقات وقد قيل :
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يُدني من الاجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً
فإنما الربح والخسران في العمل
فعليك بالتوبة الى الله والمسارعة الى الطاعة ولا تنغر بهذه الدنيا فقد قال تعالى : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } سورة الحديد. وقال تعالى { اقترب للناس حسابُهم وهم في غفلة معرضون } .
أحاديث وأقوال في فضل العلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع " رواه ابن ماجة.
وروي عن الامام علي رضي الله عنه أنّه قال :" العلم خيرٌ من المال: العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلمُ حاكم والمالُ محكومٌ عليه والمال ينقص بالنفقة والعلم يزكو بالانفاق" أي كلما علّمت غيرك إزددت نفعاً.
وقال أحد الصالحين " العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم" قيل : " وكيف ذلك " قال " لأنّ آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة".
الصبر على طاعة الله والمبادرة الى العلم
إنّ الانبياء الذين هم أفضل خلق الله نزل عليهم البلاء فمنهم من ضُرِبَ وشُتم ومع ذلك صبروا وتحمّلوا وجاهدوا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصَب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
فاعلم يا أخي المسلم أن الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله.
اخي المسلم، كن حريصاً على جوارحك وخاصة لسانك، وإياك أن تتكلم بشيء لا يرضي الله فإنّ أكثر خطايا ابن آدم من لسانه، وبادر الى طلب العلم بإخلاص وهمة وتذكر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من يُرِد الله به خيرا يفقّهه في الدين ". رواه البخاري.
وتذكر أن طلبك للعلم الشرعي هو واجب عليك وهو سبيلك الى التقوى والصلاح. وإذا كنت تسأل عن الجامعة والمدرسة والطبيب والنجار قبل أن تذهب إليهم فالأولى أن تتحرى عمن تأخذ عنه علم الدين لذلك يقول الامام محمد بن سيرين " إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينَكم" رواه مسلم.
قال أحدهم :
تعلّم فليس المرء يولد عالماً
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير اذا التفّت عليه المحافل
اللهم اجعلنا من طلاب العلم الشرعي واجعلنا من التائبين الراشدين الصابرين. اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما.
طلب العلم الشرعي فريضة على كل مسلم
قال الله تعالى : { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } الزمر. وقال تعالى { إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ } سورة فاطر.
أي أنّ العلماء هم أشد الناس خشية لله عز وجل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه" رواه الطبراني.
إنّ من أراد أن يتعلم العلم الشرعي وأن يكون عارفاً بالفقه في الدين فما عليه إلا أن يسلك طريقاً صحيحاً لطلب العلم الشرعي فلا يعتمد على مطالعته الفردية ولم يكن قد حصّل من العلم الشرعي من أهله القدرَ الذي يؤهله لأن يكون مُميِّزاً إذا ما طالع في الكتب كي يفرق بين الباطل والصحيح، فإن لم يفعل ذلك واكتفى بالمطالعة فقط فإنه لا يأمن على نفسه من الوقوع في الفهم السيء حيث لا يوجد معه من يصوّب له خطأه لذا لا يستطيع أن يميّز بين الصحيح والسقيم من التآليف.
وإنّ الاعتماد على أسلوب المطالعة الفردية للكتب دون الرجوع الى عالم ثقة ورع هو أسلوب لا يجعل من المرء عالماً ولا طالبَ علم شرعي.
إنّ طلب العلم لا يكون إلا بالتلقي من العلماء وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يذهب إلى أهل العلم ليتلقى العلم من أهله فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً الى الجنة " رواه الترمذي.
وطالب العلم المقصود بهذا الحديث ليس كل من سمّى نفسه طالب علم لأنّ من طلب العلم الشرعي ليستخدمه كوسيلة للرزق دون أن يعمل به ابتغاء مرضاة الله فلا أجر له.
وفي صحيح البخاري باب " العلم قبل القول والعمل " واستدل على ذلك بقوله تعالى { فاعلم أنّه لا إله إلا الله } سورة محمد.
ويفهم من كلام البخاري أنّه يجب على المكلف أي البالغ العاقل أن يتعلم قبل أن يتصدر للتعليم وأن لا يدخل في شيء حتى يعلم ما أحل الله تعالى منه وما حرّم وذلك حتى يميز بين الحلال والحرام والصحيح والباطل والمقبول والمردود والخير والشر، ولا يكون التمييز بين هذه الامور إلا بعد التعلم.
وكذلك لا بد من التعلم قبل مزاولة امور البيع والشراء والتجارة حتى لا يقع الانسان في الربا والغش والكذب فإنّ من لم يعرف الشر يقع فيه.
قال الله تعالى : { يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } التحريم.
فسّرها التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه بقوله : " أن تتعلم كيف تصلي وكيف تصوم وكيف تبيع وتشتري وكيف تنكح (أي تتزوج) وكيف تطلّق".
وجوب التعلم على الرجل والمرأة
إنّ تعلم القدر الضروري من علم الدين أمر واجب على الرجال والنساء وليس على الرجال فقط فعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وبنت أبي بكر رضي الله عنه قالت : " نِعْمَ النساء نساء الانصار لم يمنعهنّ الحياء أن يتفقّهن في الدين " رواه البخاري.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" طَلَبُ العلم فريضة على كل مسلم " رواه البيهقي.
أي أنّ طلب القدر الضروري من علم الدين فريضة على كل مسلم سواء كان ذكراً أو أنثى.
فلا يجوز للمرأة أن تهمل هذا الامر وذلك حتى تتعلم كيف تؤدي الواجبات وتجتنب المحرمات وكيف تعامل والديها وتعاشر زوجها كما أمر الله وكيف تربي أولادها التربية الصالحة، فإنها بهذا تنقذ نفسها من عذاب النار إذا طبقت ما تعلمت من أداء الواجبات واجتناب المحرمات.
وقال الامام مجاهد وهو من التابعين :" لا ينال العلم مستحٍ ولا مستكبر " فالذي يريد طلب العلم والوصول لا يستحي من طلب العلم مهما كان عمره ومهما كانت صفته بين الناس ولا ينبغي أن يكون همه جمع المال وحب الدنيا بل همه التزود من التقوى والاستعداد لما بعد الموت لأنّ كل نفس ذائقة الموت.
أخي المسلم، إنك خلقت لعبادة الله لا لمعصيته، قال تعالى :{ وما خَلَقْتُ الجنَّ والانس إلا ليعبدون } سورة الذاريات.
أي إلا لآمرهم بعبادتي. فنحن مأمورون بعبادة الله وطاعته في كل الاحوال والاوقات وقد قيل :
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يُدني من الاجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً
فإنما الربح والخسران في العمل
فعليك بالتوبة الى الله والمسارعة الى الطاعة ولا تنغر بهذه الدنيا فقد قال تعالى : { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } سورة الحديد. وقال تعالى { اقترب للناس حسابُهم وهم في غفلة معرضون } .
أحاديث وأقوال في فضل العلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع " رواه ابن ماجة.
وروي عن الامام علي رضي الله عنه أنّه قال :" العلم خيرٌ من المال: العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلمُ حاكم والمالُ محكومٌ عليه والمال ينقص بالنفقة والعلم يزكو بالانفاق" أي كلما علّمت غيرك إزددت نفعاً.
وقال أحد الصالحين " العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم" قيل : " وكيف ذلك " قال " لأنّ آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة".
الصبر على طاعة الله والمبادرة الى العلم
إنّ الانبياء الذين هم أفضل خلق الله نزل عليهم البلاء فمنهم من ضُرِبَ وشُتم ومع ذلك صبروا وتحمّلوا وجاهدوا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصَب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
فاعلم يا أخي المسلم أن الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله.
اخي المسلم، كن حريصاً على جوارحك وخاصة لسانك، وإياك أن تتكلم بشيء لا يرضي الله فإنّ أكثر خطايا ابن آدم من لسانه، وبادر الى طلب العلم بإخلاص وهمة وتذكر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من يُرِد الله به خيرا يفقّهه في الدين ". رواه البخاري.
وتذكر أن طلبك للعلم الشرعي هو واجب عليك وهو سبيلك الى التقوى والصلاح. وإذا كنت تسأل عن الجامعة والمدرسة والطبيب والنجار قبل أن تذهب إليهم فالأولى أن تتحرى عمن تأخذ عنه علم الدين لذلك يقول الامام محمد بن سيرين " إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينَكم" رواه مسلم.
قال أحدهم :
تعلّم فليس المرء يولد عالماً
وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير اذا التفّت عليه المحافل
اللهم اجعلنا من طلاب العلم الشرعي واجعلنا من التائبين الراشدين الصابرين. اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق