بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 نوفمبر 2018

إنّ جهنّم كانت مرصادا

إنّ جهنّم كانت مرصادا
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيرا} (سورة الأحزاب / ءاية 64-65)
النار حَقٌّ أي وجودُها ثابتٌ فيجبُ الإيمانُ بها وبأَنّها مخلوقة الآنَ كما يُفْهَمُ ذلك من النصوصِ الواردةِ كحديثِ: “أُوقِدَ على النَّارِ ألفَ سنةٍ حتى احمَرّت وألفَ سنةٍ حتّى ابيضَّت وألفَ سنةٍ حتَّى اسوَدَّت فهي سَوداءُ مظلمةٌ” رواه الترمذي
وجهنّمُ ليست متَّصلةً بالأرضِ السابعةِ بل تحتها منفصلة عنها، لها أرضُهَا وسقفُهَا المستقلانِ.ما بينَ مَنكبي الكافِرِ يومَ القيامةِ مسيرة ثلاثةِ أيّامٍ، ولو كانت خِلقَتُهُم تكون كما هي في الدُّنيا لذابوا بِلَحظةٍ
والكفَّارُ يخلدونَ في النَّارِ أبدًا لا يخرجون منها كما ثبت ذلك في النصوص الشَّرعية كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيرا} (سورة الأحزاب /ءاية 64-65) ولا يموتون في النار فيرتاحون من العذاب ولا يحيون حياة هنئية طيبة بل هم دائما في نكد وعذاب، وهذا معنى قول الله تعالى: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى} (سورة طه/ءاية 74)، وقال ملاحدة المتصوفة: إن أهل النار يعودون يتلذذون في النار حتى لو أمروا بالخروج لا يرضون، وهذا رد النصوص الشرعية ورَدُّ النصوص كفر
وَطعامُهُم من ضريع وهو شجرٌ كريهُ المنظر كريهُ الطَّعم كريهُ الرائحةِ، يوجد في البلاد الحارة شبيهُهُ، قال تعالى: { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ} (سورة الغاشية /ءاية 6-7)، وقال تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} سورة الدخان/ءاية 43-44-45-46
وهذه الشجرة منظرها قبيح جداً ورائحتها كريهة جداً لا تطاق لكن هم من شدة اضطرارهم ومن شدة جوعهم وحرمانهم كأنهم يأكلونه بدون اختيار، ملائكة العذاب يطعمونهم من هذا، قال تعالى: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} سورة الصافات/ ءاية 62-66
وكذلك يأكل أهل النار من الغِسلين قال تعالى: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (سورة الحاقة/ ءاية 35-37)، والغسلين هو مايسيل من جلود أهل النار لأنه كلما أنضجت جلودهم النار يُكسون جلوداً غيرها فيها رطوبة ثم تحترق هذه وقد سال منها شئ كثير من المستقذر، فهذا الذي يسيل من جلودهم جعله الله طعام أهل النار وأما شراب أهل النار فهو الماء المتناهي في الحرارة قال تعالى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} (سورة النبأ / ءاية 25)، والحميم هو الماء المتناهي في الحرارة، والغَسَّاق هو ما يسيل من جلود أهل النار، ملائكة العذاب يسقونهم من هذا فيقطع أمعاءهم. وثياب الكفَّار من نار قال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} (سورة الحج / ءاية19)
وقد خلق الله في جهنم لتعذيب الكفار حيّات الحيّة الواحدة كالوادي، وعقارب كالبغال. نسأل الله السلامة من عذاب القبر ومن عذاب النّار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...