بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

الله نور السموات والارض

الله نور السموات والارض
قال الله تعـالـى في القرءان الكريـم :
مثلُ نورهِ كمشكاةٍ فيها مِصباح المصباحُ في زجاجةٍ الزجاجة كأنها كوكبٌ دُري يُوقدُ من شجرةٍ مباركة زيتونةٍ لا شرقية ولاغربية يكادُ زيتُها يُضيء ولو لم تمسسهُ نار نورٌ على نور يهدي اللهُ لنورِهِ من يشاء . صدق الله العظيم .الآية 35 سورة النور
ففي هذهِ الآية ضربّ الله مثلاً للإيمان الذي في صدر المؤمن بأنهُ كالمشكاة فيها مصباح .
والمشكاة أي الطاقة المسدودة لأنهُ لما يُؤمن العبد باللهِ ورسوله صار قلبُهُ فيهِ نورُ الإيمان ، ثُم لمّا يتعلم هذا المُؤمن القرءان ويعرف الحلالَ والحرام صارَ فيهِ نورٌ على نور
فلا يجوز تفسير هذهِ الآية بأنّ الله نور بمعنى الضوء لأنّ ذلكَ كيفية والكيفية مستحيلٌ أن تكون إلَهاً .
ثُمّ إنّ قول الله تعالى ليس كمثلهِ شىء يدلُّ على أنّ الله تعالى ليس نوراً بمعـنى الضوء لأنهُ لو كان ضوءً لبَطـل ذلك لأنّ الأنوار مُتماثلة .
وقولهِ تعالى مثلُ نورِهِ صريحٌ بأنّ المُراد بهِ أنّ النور هنا مُضافٌ إليه فهو بمعـنى الهِداية .
وكذلك قوله تعالى يهدي الله لنورِهِ من يشاء .
ثُمّ إنّ النور الذي هو ضوء مخلوقٌ لله تعالى كما قال تعالى : وجعلَ الظُلماتِ والنور . فإذاً يستحيلُ أن يكون الإله ضوءاً .
فثبُتَ بأنهُ لا بُدّ من التأويل . وقد ذهب العلماء في ذلك إلى أقوال :
فقال بعضُهم إنّ المُراد بالآية أنّ الله هادي أهل السموات ومن شاءَ من أهلِ الأرض لنورِ الإيمان وهو قول ابن عباس والكثيرين .
وقال بعضهم إنّ المُراد بالآية بأنّ الله مُدبـِّـر السموات والأرض بحكمة بالغة .
وقال بعـضهم المُراد بأنّ الله مُنَوِّر السموات والأرض بنورٍ خَلَقَهُ.
فيتبين لنا أنّ أحداً من العُلماء المعتبرين لم يُفــسِّـر الآية بأن الله نورٌ بمعـنى الضوء .
فلا يجوز أن يقال بأنّ الله يُـشَـبِّـهُ نفسه بالضوء الذي يُوضعُ في الطاقة يُسقى بزيت الزيتون .
بل المُراد أنّ الله هو الهادي وأنه هدى كلّ الملائكة أهل السموات وهدى المؤمنين من أهل الأرض
والله تبارك وتعالى أعـلـم وأحـكـم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...