بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 8 نوفمبر 2018

قال الله تعالى : " إنّ المُنافقين في الدركِ الأسفلِ منَ النار "

قال الله تعالى : " إنّ المُنافقين في الدركِ الأسفلِ منَ النار "
النفاق نوعان :
نفاقٌ في العمل __ ونفاقٌ في الإيمان
النفاق في العمل هو المسلم الذي يرائي ويخلف في الوعد وإذا ائتمن يخون وإذا خاصم يفتري على الشخص الذي يخاصمه .. هذا يقال لهُ منافق في العمل هذا ماخرج من الإسلام .
أما المنافق في الإيمان : فهو الذي يُظهر الإيمان وهوَ كافرٌ قلبه لا يحب الإسلام لا يصدق الرسول تماماً هذا يقالُ لهُ منافق في الإيمان هذا الذي قال الله فيه " إنّ المُنافقين في الدركِ الأسفلِ منَ النار "
إن النفاق في الاعتقاد مرض قلبي خبيث ومعناه التظاهر بالإسلام ظاهراً وإضمار وإبطان الكفر والضلال، فالمنافقون مخادعون، أصحاب نفوس خبيثة يدعون الانتساب للإسلام ظاهراً وأما بواطنهم وقلوبهم فتعتقد الكفر، وهم متلونون كالحرباء يخادعون الناس ويشككون بالحق، ولكن الله تبارك وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يعلم حقيقتهم لأنه سبحانه لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء، لهذا قال الله تعالى: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} سورة المنافقون/ءاية1
وقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافقون بالمدينة المنورة، وكانوا مصدر خطر داهم وكبير على المسلمين وعلى الدعوة الإسلامية حيث كانوا يتحينون الفرص والمناسبات للتفريق بين وحدة المسلمين المهاجرين والأنصار، وضرب قوتهم في المدينة
وكان على رأس هؤلاء المنافقين رجل خبيث ماكر من الخزرج هو “عبد الله بن أبي بن سلول” يجيد أساليب الخداع والمكر، وكان هذا المنافق مع أصحابه يثير الفتن وينشر الأكاذيب ويدبر المكائد للمسلمين، ولكن الله تعالى فضحه هو وأمثاله في القرءان الكريم وأخبر رسوله الكريم بأحوالهم ليحذرهم، وفي هذا يقول الله عزّ وجلّ: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (سورة المنافقون/ءاية 4)
ويروي الطبري في تفسير جامع البيان عن جابر بن عبد الله قال: إن الأنصار كانوا أكثر من المهاجرين، ثم إن المهاجرين كثروا فخرجوا في غزوة لهم فكسع (ضرب) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فكان بينهما قتال فصرخ الأنصاري: يا معشر الأنصار، وصرخ المهاجر: يا معشر المهاجرين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالكم ولدعوة الجاهلية، دعوها فإنها منتنة (يعني العصبية)
وكان زيد بن أرقم غلاماً حديث السن يجلس مع رهط من أصحاب المنافق عبد الله بن أبي بن سلول فسمع ابن سلول يقول: كما أخبر تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا} (سورة المنافقون/ءاية 7) يعني الأعراب من المهاجرين وقال: {يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} سورة المنافقون/ءاية 8 فأخبر زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ابن سلول، فجاء فحلف كاذباً للنبي ما قال ذلك، قال زيد: فجلست في بيتي حتى أنزل الله تصديق زيد، قوله: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} (سورة المنافقون/ءاية 1-2-3)
وطلب سيدنا عمر الفاروق من النبي أن يقتل ابن أبي سلول المنافق، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: “إني أكره أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه” وذلك لأن ابن سلول كان يظهر الإسلام ويبطن الكفر، فلما علم ابنه يعني عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الصحابي الأنصاري الجليل بمقوله أبيه قال للنبي: دعني أضرب عنقه فلم يأذن له النبي بقتل أبيه المنافق، فقال هذا الصحابي: لقد صدق والله يا رسول الله، أنت والله الأعز وهو الأذل
اللَّهم نجنا من النفاق والمنافقين يا أرحم الراحمين
فائــــــدة:
المُنافِقُ هو الذي يُبطِنُ الكُفرَ ويتظاهرُ بالإسلامِ كعبد الله بن أُبَيّ فإنه مع ما ظهرَ منهُ مِن النِّفاقِ كان يتشهَّدُ ويُصلّي خلفَ الرسول,ولَمّا سُئِلَ:أنت قُلتَ كذا أي(لَيُخرِجَنَّ الأعزُّ مِنها الأذلّ)أنْكَرَ قال لَمْ أقُلْ,ومُرادُهُ بالأعَزِّ نَفسُهُ وبالأذَلِّ الرسولُ والعِياذُ بالله,
لكن الرسولَ ما كان يعرِفُ عنهُ هذا الكُفرَ وما كان أوحِيَ إليهِ بذلك فكان يُجري عليهِ أحكامَ المسلمِ لأنه لم يعتَرِف بَلْ بَقِيَ مُتظاهِراً بالإسلام,وعندما ماتَ ظَنَّ الرسولُ أنهُ زالَ عنهُ النِّفاق وبِناءً على هذا الظَّنِّ صلى عليه,
هذا هو الصَّوابُ كما قال الحافِظُ ابن حجر وغيره,وأمّا مَنْ قالَ أن الرسولَ كان يعلَمُ أنه منافِقٌ كافرٌ ثم صلى عليهِ فقد جعلَ الرسولَ مُتَلاعِباً بالدين,جعلَهُ كأنَّهُ يقولُ في صلاتِهِ اللهم اغفِر لِمَنْ لا تغفِر له وذلك كُفْر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...