بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث"صدقة جارية وعمل صالح ينتفع به وولد صالح يدعو له" رواه مسلم

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث"صدقة جارية وعمل صالح ينتفع به وولد صالح يدعو له"
رواه مسلم
هذاالحديث فيه جملة من الفوائد منها أن الميت ينتفع بدعاء ولده،
فيدخل في هذا الحديث ما يفعله الناس من قراءة القرءان على الميت ثم يقولون اللهم أوصل ثواب ما قرأت لفلان، فهذا دعاء للميت وهو من جملة ما دخل في الحديث
ويُستدل على صحة قراءة القرءان على الميت الحديث الذي رواه أبو داودوالنسائي وابن ماجه وابن حبان عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال "اقرءوا على موتاكم يس"
وكذلك ما رواه الطبراني عن ابن عمر رضي اللّه عنه أنه أوصى أن يُقرأ على قبره فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة
وهذا العمل أطبق المسلمون منذ الصدر الأول على حلّه وجوازه،
وبرهنوا عليه بالعمل، والمنكرون له هم شر ذمة ظهروا في هذا الزمان، فالمطالع لكتب العلماء يجد فيها الحث على قراءة القرءان على الميت
وإليكم بعض النقول عن أعلام من المذاهب الأربعة تؤيد ما نقول
المذهب الحنفي:
الشيخ محمد علاء الدين الحص كفي في كتابه الدر المختار في شرح تنوير الأبصار ج2/242 (من حاشية رد المحتار على الدر المختار) حيث قال:
"السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء اللّه بكم لاحقون، ويقرأ يس".انتهى كلامه، وأقره صاحب الحاشية ابن عابدين الحنفي.
المذهب المالكي:
الإمام القرطبي حيث ذكر في كتابه التذكرة ص99-
109 جواز قراءة القرءان على القبر وأجاد بذلك حتى إنه سمى الباب
"ما جاء في قراءة القرءان عند القبر حالة الدفن وبعد هوأنه يصل إلى الميت
ثواب ما يقرأ ويدعى ويستغفر له ويتصدق عليه".
المذهب الشافعي:
الإمام السيوطي حيث أفرد فصلاً كاملاً عن قراءة القرءان
على القبر في كتابه شرح الصدور وبرهن على صحة
هذا العمل وعلى وصول ثوابه إلى الميت، وقال النووي في كتابه الأذكار ص147:
"قال الشافعي والأصحاب يُستحبّ أن يقرءوا عنده (أي الميت ) شيئاً من القرءان،قالوا فإن ختموا القرءان كان حسناً، وروينا في سنن البيهقي "بإسناد حسن"أن ابن عمر استحبّ أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها".انتهى كلام النووي.
المذهب الحنبلي:
الإمام المرداوي الحنبلي في كتابه الإنصاف ج2/557،
وقد نقل ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني ج2/426
عن الإمام أحمد أنه نهى عن القراءة على القبر ثم رجع عن هذا
النهي بعد أن بلغه عن ابن عمر،
أنه أوصى بقراءة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليه بعد دفنه،
وصار من مذهبه استحباب قراءة القرءان على القبر كما هو
مثبت في كتب الحنابلة،فقال المرداوي:
ولا تُكره القراءة على القبر على أصح الروايتين، وقال ابن قدامة:
ولا بأس بالقراءة عند القبر .
فبعد هذا البيان
يتضح أن قراءة القرءان على القبر أمر مستحب مرغّب فيه وليس لمانعيه ومحرّميه حجة في ذلك،وغاية ما يقولونه إن هذا بدعة لم يفعلها الرسول صلى اللّه عليه وسلم ولا أصحابه متّكئين على ما رُوي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يقول عنه بدعة،وكلامهم هذا مردود بقول النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اقرءوا على موتاكم"،
والأثر المروي عن ابن عمر رضي اللّه عنه الذي حسنه الإمام
النووي كما بينا ءانفاً . واستدلالهم بقول الإمام أحمد مردود لأنه رجع عن هذا القول كما ذكر صاحبي الإنصاف،والمغني وكذلك بيّن القرطبي رجوع أحمد عن قوله هذا في كتابه التذكرة ص99-100،
فلا تستمع أخي المسلم إلى كل ما يُقال من حولك وطالب من يُحرّم القراءة على القبر بالدليل الشرعي على كلامه ولن يجد لذلك سبيلاً،
وعليك باتباع كلام العلماء المعتبرين فإنهم ورثة الأنبياء وصلى الله على طه الأمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...