بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 نوفمبر 2018

اعلموا ان العلماء قالوا إن الذي يقدم على مطالعة الكتب لنفسه من دون معلم ثقة يتلقى منه علم الدين أخذ عن مثله بسلسلة متصلة بأصحاب رسول الله يكون على خطر كبير

اعلموا ان العلماء قالوا إن الذي يقدم على مطالعة الكتب لنفسه من دون معلم ثقة يتلقى منه علم الدين أخذ عن مثله بسلسلة متصلة بأصحاب رسول الله يكون على خطر كبير ...وقد قال الحافظ الفقيه الخطيب البغدادي إن الذي يطالع في الكتب لنفسه بلا معلم لا يسمى عالما إنما يسمى صحفيا والذي يقرأ القرءان لنفسه من دون قارئ يتلقى منه القراءة لا يسمى قارئا إنما يسمى مصحفيا وهذا الحكم مجمع عليه وهو مفهوم من حديث الطبراني الذي فيه قال قال رسول الله [ أيها الناس تعلموا وإنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ]ا.هـ
ومعنى العلم بالتعلم بالتلقي من أهل المعرفة الثقات.قال عبد الله بن المبارك الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
ولم يقل أحد من العلماء إن الجاهل في أمور الدين يعذر بل الذي يقول هذا يكون جاعلا الجهل خيرا من العلم لأنه على مقتضى كلامه الجاهل لا يؤاخذ وهذا خلاف قول الله تعالى : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
وأما حديث البخاري : إن العبد ليتكلم بالكلمة ....إلى آخره فلقد قال في شرحه الحافظ ابن حجرفي شرح البخاري وذلك ما كان فيه استخفاف بالله وشريعته ولم يقل إمام قط إنه يشترط للحكم بالكفر على المتلفظ به أو معتقده أو قائله أن لا يكون جاهلا وقد قال العلماء في باب الردة :
الردة تكون بالاعتقاد والفعل والقول سواء قاله عنادا او استهزاء ولم يقل أحد ويعذر الجاهل والدليل على ذلك قول الله تبارك وتعالى في سورة التوبة: {وَلَئِنْ سَالتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
ثم الذي يقول إن الجاهل معذور يكون مكذبا لحديث الرسول افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحده.. وهي التي على ما أنا عليه وأصحابي ا.هـ
فالذي يجعل الجاهل في أمر الدين معذورا يكون مخالفا لهذا الحديث فإن كل الفرق المنتسبة للإسلام يزعمون الاجتهاد ويظنون لجهلهم أنهم على الصواب ولم يجعلهم الرسول معذورين لجهلهم وهل لأحد كلام بعد كلام رسول الله وهذا حديث ثابت صحيح. قول الله تعالى سورة الكهف) قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ( 103 ) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ( 104 أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ( 105
وأما حديث : رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه فليس محلا للاستدلال على عذر الجهال والعياذ بالله والخطأ معناه كسبق اللسان كما قال الرسول عن الرجل الذي فقد دابته وعليها متاعه وطعامه ثم وجدها فقال : اللهم أنت عبدي وانا ربك أخطأ من شدة الفرح ا. هـ
فالرسول سمى سبق اللسان خطأ وليس الجهل وأما النسيان فهو الذهول وذلك كالذي ينسى أداء الصلاة في وقتها فلا إثم عليه وأما معنى وما استكرهوا عليه فهو مثل ما حصل لعمار بن ياسر حين أخذه الكفار وهددوه بالقتل ليقول كلمة الكفر فقالها وقلبه مطمئن بالإيمان ثم جاء الرسول وهو يبكي وأخبر الرسول بما حصل فقال له الرسول هل كنت شارحا صدرك حين قلت ما قلت قال لا قال فإن عادوا فعد أ.هـ وعلى مثل هذا ينطبق قول الله تعالى : إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله. معناه المكره إذا شرح قلبه للكفر عند النطق به كفر لأن ظاهره الذي أكره وليس قلبه فمن جعل كل إنسان في حكم المكره يكون مكذبا للدين وقد وقع في ذلك كثيرون لجهلهم بعلم الدين . هذا هو الحق الذي لا محيد عنه الموافق للقرءان والحديث وكلام الأئمة فمن تركه واعتبر الجاهل في أمور الدين معذورا يكون مكذبا للقرءان والحديث والإجماع ومن كذب القرءان أو كلام الرسول فهو كافر.
بكل بساطة إخوة الإيمان و من غير تكلف في الرد على من ترك تكفير المجسم و المشبِّه مطلقا نقول لهم يا من تركتم تكفير اليهود و النصارى أليس الله تعالى يقول { لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم}
و قال تعالى :{ و قالت اليهود عزير ابن الله و قالت النّصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون أليس الله قد ذمَّهم
و قال تعالى { وجعلوا له من عباده جزءا}
أليس الله تعالى يقول {لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد }
أليس ردُّ النصوص و تكذيب القرءان و الدين كفر بلى و الله العظيم ومن شك في كفر المجسم كفر و المجسم كافر و لو كان يتَّجهُ إلى قِبلَتِنا فلقد قال لا اله الا الله و لكنه ناقضَ معنىً من معاني لا اله الا الله فمن معاني لا اله الا الله أي لا شبيه لله
يقول الإمام النووي في كتابه روضة الطالبين {وأنه لو قال اليهودي المشبه : لا إله إلا الله لم يكن إسلاما حتى يتبرأ من التشبيه ويقر بأنه ليس كمثله شيء فإن قال مع ذلك : محمد رسول الله فإن كان يعلم أن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء بنفي التشبيه كان مؤمنا وإلا فلا بد أن يتبرأ من التشبيه
فما أصرح هذا القول فهو متناقضٌ و بعيدٌ كلَّ البعد عما نُسِبَ إليه بأنه لا يكفِّرُ الجهوي الذي ينسب لله الجهة,, أفنجعلُ المسلمين كالمجرمين!.
و كذلك من التجسيم و لوازمه إعتقاد أن الله له و لد أو في مكان أو في جهة من الجهات أو أنه نورٌ بمعنى الضوء أو أن له شكل أو هيئة أو صورة أو جوارح كاليدين والعينين و الأنف و الرجل و الرأس وغيرها .
و من قال بأن الجهة و المكان ليست من لوازم التجسيم فليأتي بدليل و لن يجد الدليل . و هنا إشارة أن تجسيم الله لا يعذر به جاهلٌ ولا عامي أبداً فإنه من القطعيات التي لا عذر لجاهل بها و هي تدرك عن طريق العقل و أنه لا اله الا الله}}}
و أقول لا تتعبوا أنفسكم في الرد علي بالنقل و إلا قولوا لي ما هو الذي لا يعذر به الجاهل إن كان كفراً ؟!!. فهل تريدون أن تجعلوا من نفى وجود الله و من كذب بالله,و شبَّه الله معذرواً و أنه مسلمٌ ؟!! أعوذ بالله من الكفر و الضلال بل نكفِّرُهُ و نعلمهُ و من شك في كفره كفر هذا لمن عنده بصيرةٌ و بَصَر فواجبنا أن نعتقد أن الله لا شبيه له و لا يتصور في البال و أنه تعالى متصفٌ بصفاتٍ ليست كصفات المخلوقين فنُثبتُ الصفات من غير تعطيل لها و لا تكييف و لا تشبيه.
و اعلموا أن التوبة من الكفر و الردة لا تحصل الا بالنطق بالشهادتين بنية الدخول في الاسلام و ما ذكرته فوق لا عذرَ لجاهل به . ومن شذ شذ الى النار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...