بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 نوفمبر 2018

معنى نورانية النبيّ صلى الله عليه وسلم

في معنى نورانية النبيّ صلى الله عليه وسلم، روى البخاري في صحيحه أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِى قَلْبِى نُورًا وَفِى بَصَرِى نُورًا وَفِى سَمْعِى نُورًا وَعَنْ يَمِينِى نُورًا وَعَنْ يَسَارِى نُورًا وَفَوْقِى نُورًا وَتَحْتِى نُورًا وَأَمَامِى نُورًا وَخَلْفِى نُورًا وَاجْعَلْ لِى نُورًا.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح البخاري: قال القرطبى: هذه الأنوار التى دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له فى كل عضو من أعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة فى تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم، قال (أي القرطبي وأقره ابن حجر)

والأولى أن يقال: هى مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى "فهو على نور من ربه" وقوله تعالى "وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس" ثم قال: والتحقيق فى معناه أن النور مظهر ما نسب إليه، وهو يختلف بحسبه: فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصرات، ونور القلب كاشف عن المعلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات.

قال الطيبى: معنى طلب النور للأعضاء عضوا عضوا أن يتحلى بأنوار المعرفة والطاعات ويتعرى عما عداهما، فإن الشياطين تحيط بالجهات الست بالوساوس فكان التخلص منها بالأنوار السادّة لتلك الجهات.

قال (أي الطيبي وأقره ابن حجر): وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق، وإلى ذلك يرشد قوله تعالى "الله نور السماوات والأرض" إلى قوله تعالى "نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء". انتهى من شرح البخاري.

ســـــيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم بـشـرٌ ولكنه خير خلق الله كلهم. قال الله تعالى: "قل إنما أنا بشـرٌ مثلُكم يُوحى إليّ" (الكهف، 110). فلو كان ســيّدنا محمّد مخلوقاً من نور لكان ملكاً من الملائكة الكرام، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "خلقت (بضم الخاء وكسر اللام وفتح القاف) الملائكة من نور" رواه مسلم.

أما ما يقال له حديث جابر وفيه: "اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر" الطويل وفيه ألفاظ فيها غرائب فلا اسناد له يعتمد عليه، قاله السيوطي. وألف الشيخ عبدالله الغماري رحمه الله كتابا في ذلك سماه "مرشد الحائر في بيان وضع حديث جابر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...