بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

عُبيدَ الله تأهب للموت الذي يأتيك بغتة وتزوّد من ‏هذه الدار الفانية لتلك الدار الباقية بالإيمان والعمل ‏الصالح،


عُبيدَ الله تأهب للموت الذي يأتيك بغتة وتزوّد من ‏هذه الدار الفانية لتلك الدار الباقية بالإيمان والعمل ‏الصالح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأعمال ‏إيمان بالله و رسوله" رواه البخاري. ‏
ومن جُملة الإيمان بالله أن تعتقدَ أن الله مستغن عن ‏كل ما سواه، مفتقرٌ إليه كل ما عداه. فالله سبحانه ‏وتعالى لا يسكن السماء ولا يجلس على العرش ‏ولا يتحيّز في مكان أو جهة، ولا هو في كل ‏الأمكنة والجهات لأنه كان قبلها وهو خالقها. ربنا ‏تبارك وتعالى ربُ كل شيء كان قبل الزمان ‏والمكان موجوداً سبحانه بلا مكان ولا جهة، وهو ‏الآن على ما عليه كان، لأن اللهَ جلَّ وعلا لا ‏يوصف بالتغير إذِ التغير من صفات المخلوقين ‏والله لا يشبه شيئاً من خلقه. لا يشبه الإنس ولا ‏الجن ولا الملائكة. هو قال عن نفسه: {ليس كمثله ‏شىءٌ وهو السميع البصير}. ‏
وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي هو أحد أئمة ‏السلف الصالح رضي الله عنه: "ومن وصف الله ‏بمعنى من معاني البشر فقد كفر"، أي أن الذي ‏يصف اللهَ تعالى بصفة من صفات المخلوقات ‏كالعجز أو التعب أو المرض أو النوم أو الجهل أو ‏الصورة أو الكمية أو الحجم أو الجهة أو المكان ‏أو الجلوس على العرش فليس مسلماً.‏
وأما الإيمان برُسل الله عليهم السلام فمن ذلك أن ‏تعتقد أن جميع الأنبياء جاءوا بدين الإسلام. كلهم ‏دعا لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئا. ‏والأنبياء موصوفون بالصدق والأمانة والفطانة أي ‏شدة الذكاء، ويستحيل عليهم الكذب والخيانة ‏والرذالة والسفاهة والبلادة أي البطء في الفهم. فلا ‏يجوز أن يعتقد الإنسان أن إبراهيم عليه السلام ‏كذب من حيث حقيقة الأمر لأن الأنبياء مُنَزّهون ‏عن ذلك، ولكن ما ورد يفسّر بأنه تورية ليس فيها ‏كذب من حيث الحقيقة عند من أثبتوه. ولا يجوز ‏أن يُعتقد أن نبي الله داود قتل قائد جيشه ليتزوج ‏امرأته. ‏
ولا يجوز أن يُعتقدَ أن إبراهيم عليه السلام كان ‏يبيع الأصنام ويقول للناس اشتروا ما لا ينفعكم ولا ‏يضركم، هذا كله كذب عليهم، فهم أشرف خلق ‏الله، والأنبياء حاربوا الشرك ولم يشجعوا الناس ‏عليه. وسيدنا يوسف ما همَّ بالزنا بامرأة العزيز ‏لأن هذا يخالف منصِبَ النبوة، وإنما الصواب أنه ‏همَّ بدفعها عن نفسه ولكن الله أوحى إليه أن ‏ينصرف عنها من غير دفع لها عنه لتظهر في ما ‏بعد براءته عليه السلام. ولا يوجد نبي شرب ‏الخمر أو شجع على شربها. وأيوب عليه السلام لم ‏يخرج من جسده الدود لأن هذا مرض منفّر ‏والأنبياء معصومون من الأمراض المنفرة. ‏
فالحاصل أن من نسب إلى الأنبياء ما لا يليق ‏بمنصب النبوة وطعن فيهم فليس مسلماً. فالمسلم ‏هو من ثبت على العقيدة الإسلامية أن الله موجود ‏بلا مكان ولا جهة لا يشبه شيئاً، أرسل سبحانه ‏جميع الأنبياء بدين الاسلام وجمَّلهم بالصفات ‏الحسنة وعصمهم من الكفر وكبائر الذنوب ‏والصغائر التي فيها خِسة ودناءة قبل النبوة ‏وبعدها. فمن ثبت على عقيدة التوحيد ومات على ‏ذلك فقد ضمِن دخول الجنة. قال عليه الصلاة ‏والسلام: "لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة".‏
والكافر لا يرجع للإسلام إلا بالإقلاع عن الكفر ‏والنطق بالشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ‏فلا ينفعه الاستغفار اللساني وهو على كفره لأن ‏الكافر لا تُقبل منه عبادة ولا يرجع إلى الإسلام ‏بقوله أستغفر الله.‏
اللهم حسِّن عاقبتنا. اللهم اجعل زيارة عزرائيل لنا ‏ونحن على كامل الإيمان واجعل آخر كلامنا ‏شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عليها ‏نحيا وعليها نموت وعليها نُبعث إن شاء الله آمنين ‏مطمئنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...