مسألة مهمةٌ من أصولِ الاعتقاد يجهلها كثيرٌ من الناس وقعُوا بِسببِ الغلطِ فيها في الكفرِ وهذه المسألة هي
أن كل شىءٍ يدخلُ في الوجودِ من الأعيانِ و الأعمالِ من الخيرِ والشرِ يدخُلُ في الوجودِ بعلم الله
و مشيئتهِ1 وتقديره2) و تخليقه 3)
وأن الله لا يُصفُ بالظلمِ و لا يُقالُ كيف يُحاسبُ العبادَ ويُعاقِبُهم على الشرِّ الذي حصلَ مِنهم باختيارِهم لكن بمشيئتهِ و تقديرِهِ و خَلْقهِ و قد أفهمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الجواب َعلى هذا السؤال حين قال إن الله لو عذب أهل أرضه وسماواته لعذبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهُم ولو رَحِمَهُم كانت رحمتُه خيراً لهم من أعمالِهم و لو أنفقتَ مثلَ أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قِبلَهُ اللهُ منك حتى تؤمِنَ بالقدرِ و تعلمَ أن ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئك و ماأخطأكَ لم يكُن ليُصيبكِ ولو متَّ على غير هذا دخلت النار
فالجملةُ الأولى و هي قوله عليه الصلاة و السلام إن الله لو عذب أهل أرضه وسمواته لعذبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهُم
معناها أن اللهَ لو عذبَ الملائكة و جميع البشر و الجن لم يكن ظالماً لأن الله مالِكُهم و لا يَتَوجهُ إليه أمرٌ ولا نهيٌ فهو الآمرُ المطلقُ والناهي المطلق ولا يتصورُ مِنهُ الظُلمُ لأن معنى الظلم وضع الشىء في غير موضِعِه أو التصرفُ في ملكِ الغيرِ بما لا يأذنُ فيه فلا يُتصورُ ذلك من الله لأن اللهَ لا يفعلُ فعلاً لا حِكمةَ فيه و لأن كل شىءٍ مِلكُه على الحقيقةِ
ولا يجوزُ قياسُ الخَالِقِ على المخلوقِ ويُسمى ذلكَ قياساً شيطانياً
فلا يُقالُ كيف يُعذبُ العصاةَ على المعاصي التي شاءَ حُصُولها مِنهم قال تعالى (( لا يُسألُ عما يِفْعلُ وهم يُسألون ))
فالمعتزلةُ كفروا بقولهم إن اللهَ لم يشأ حصولَ الشرَّ من العبادِ ،فهؤلاءِ جعلوا اللهَ مغلوباً في ملكهِ لأن معنى كلامِهم أن الشر حصلَ رغماً عنه وكفروا بقولِهم لم يِخلُقِ اللهُ الشر وبقولهم الله لم يخلق أعمال العبادِ الاختيارية
وقد قيل للإمام مالك ٍ ما تقولُ في نِكاحِ القدرية أي المعتزلةِ فقال قال الله تعالى (( ولَعبدٌ مؤمنٍ خيرٌ من مشرِكٍ ولو أعجبكم )) فحكم عليهم بالشرك
وقد اجتمعَ الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ إمامُ أهلِ السنةِ في زمانِ القاضي المُعتزلي بأحدِ رؤوسِ المعتزلةِ في زمانه وصارت بينهما مناظره :
قال عبدُ الجبار المعتزلي : سبحانَ من تنزهَ عن الفحشاء ( يريد أن اللهَ ما خلق الشرَ ) .
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : سُبحانَ من لا يقعُ في ملكهِ إلا ما يشاء( لا يجوز أن يقع في ملك الله ما لم يشأ ) .
فقال عبد الجبار : أَيُحبُّ ربنا أن يُعصى ؟
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : أيعصى رَبُنَّا قهر( يعني هل تحصل المعصية بدون مشيئة الله ؟ لا يجوز ) .
فقال عبد الجبار : أرأيت إن حَكمَ علىّ بالردى ( الضلالة) و مَنعنِيَ الهُدى أحسن إلىّ أم أساء ؟
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعكَ ما هو له فإنه يختص برحمته من يشاء . ( أي لو كان هذا الشىء مِلكك ومنعه يكون أساء لكن أنت لا تملك شيئا فإذاً الله ما أساء) .
فالعبد مختار تحت مشيئة الله.
1) تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه دون بعض .
2) تدبيره .
3) إبرازه من العدم إلى الوجود .
أن كل شىءٍ يدخلُ في الوجودِ من الأعيانِ و الأعمالِ من الخيرِ والشرِ يدخُلُ في الوجودِ بعلم الله
و مشيئتهِ1 وتقديره2) و تخليقه 3)
وأن الله لا يُصفُ بالظلمِ و لا يُقالُ كيف يُحاسبُ العبادَ ويُعاقِبُهم على الشرِّ الذي حصلَ مِنهم باختيارِهم لكن بمشيئتهِ و تقديرِهِ و خَلْقهِ و قد أفهمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الجواب َعلى هذا السؤال حين قال إن الله لو عذب أهل أرضه وسماواته لعذبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهُم ولو رَحِمَهُم كانت رحمتُه خيراً لهم من أعمالِهم و لو أنفقتَ مثلَ أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قِبلَهُ اللهُ منك حتى تؤمِنَ بالقدرِ و تعلمَ أن ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئك و ماأخطأكَ لم يكُن ليُصيبكِ ولو متَّ على غير هذا دخلت النار
فالجملةُ الأولى و هي قوله عليه الصلاة و السلام إن الله لو عذب أهل أرضه وسمواته لعذبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهُم
معناها أن اللهَ لو عذبَ الملائكة و جميع البشر و الجن لم يكن ظالماً لأن الله مالِكُهم و لا يَتَوجهُ إليه أمرٌ ولا نهيٌ فهو الآمرُ المطلقُ والناهي المطلق ولا يتصورُ مِنهُ الظُلمُ لأن معنى الظلم وضع الشىء في غير موضِعِه أو التصرفُ في ملكِ الغيرِ بما لا يأذنُ فيه فلا يُتصورُ ذلك من الله لأن اللهَ لا يفعلُ فعلاً لا حِكمةَ فيه و لأن كل شىءٍ مِلكُه على الحقيقةِ
ولا يجوزُ قياسُ الخَالِقِ على المخلوقِ ويُسمى ذلكَ قياساً شيطانياً
فلا يُقالُ كيف يُعذبُ العصاةَ على المعاصي التي شاءَ حُصُولها مِنهم قال تعالى (( لا يُسألُ عما يِفْعلُ وهم يُسألون ))
فالمعتزلةُ كفروا بقولهم إن اللهَ لم يشأ حصولَ الشرَّ من العبادِ ،فهؤلاءِ جعلوا اللهَ مغلوباً في ملكهِ لأن معنى كلامِهم أن الشر حصلَ رغماً عنه وكفروا بقولِهم لم يِخلُقِ اللهُ الشر وبقولهم الله لم يخلق أعمال العبادِ الاختيارية
وقد قيل للإمام مالك ٍ ما تقولُ في نِكاحِ القدرية أي المعتزلةِ فقال قال الله تعالى (( ولَعبدٌ مؤمنٍ خيرٌ من مشرِكٍ ولو أعجبكم )) فحكم عليهم بالشرك
وقد اجتمعَ الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ إمامُ أهلِ السنةِ في زمانِ القاضي المُعتزلي بأحدِ رؤوسِ المعتزلةِ في زمانه وصارت بينهما مناظره :
قال عبدُ الجبار المعتزلي : سبحانَ من تنزهَ عن الفحشاء ( يريد أن اللهَ ما خلق الشرَ ) .
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : سُبحانَ من لا يقعُ في ملكهِ إلا ما يشاء( لا يجوز أن يقع في ملك الله ما لم يشأ ) .
فقال عبد الجبار : أَيُحبُّ ربنا أن يُعصى ؟
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : أيعصى رَبُنَّا قهر( يعني هل تحصل المعصية بدون مشيئة الله ؟ لا يجوز ) .
فقال عبد الجبار : أرأيت إن حَكمَ علىّ بالردى ( الضلالة) و مَنعنِيَ الهُدى أحسن إلىّ أم أساء ؟
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعكَ ما هو له فإنه يختص برحمته من يشاء . ( أي لو كان هذا الشىء مِلكك ومنعه يكون أساء لكن أنت لا تملك شيئا فإذاً الله ما أساء) .
فالعبد مختار تحت مشيئة الله.
1) تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه دون بعض .
2) تدبيره .
3) إبرازه من العدم إلى الوجود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق