الحث على طلب العلم واستفتاء أهله
الحمدَ للهِ والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله تعالى : [ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ] {الزُّمر:9}
تفقهوا في دين الله ، فإنه من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين،
والفقه معرفة النفس ما لها وما عليها ، فبه يعرف العبد كيف يعبد ربه، به يعرف كيف يتوضأ وكيف يغتسل، به يعرف كيف يصلي وكيف يصوم وكيف يزكي وكيف يحج وكيف يعتمر، به يميز بين الواجبات وبين السنن، به يعرف كيف يبيع وكيف يشتري وكيف يتزوج وكيف يطلق، وكيف يُكفّر عن آثامه،
والفقه معرفة النفس ما لها وما عليها ، فبه يعرف العبد كيف يعبد ربه، به يعرف كيف يتوضأ وكيف يغتسل، به يعرف كيف يصلي وكيف يصوم وكيف يزكي وكيف يحج وكيف يعتمر، به يميز بين الواجبات وبين السنن، به يعرف كيف يبيع وكيف يشتري وكيف يتزوج وكيف يطلق، وكيف يُكفّر عن آثامه،
فالعلم الشرعي نور القلب ونور القبر ونور الحشر ونور الصراط.
أوصيكم بالثباتِ على نهجِ رسولِ الله محمدٍ الصادقِ الوعدِ الأمين، وبالسَّيرِ على دَربِ العُلماءِ الأجِلاءِ،الذين حمَلوا هذا الدينَ العظيمَ وبلّغوهُ للناسِ وخلّفوا لنا ثروةً عظيمةً بل كنوزًا ودُرَرًا مضيئة في جميع فنون العلوم النافعة للمجتمعِ الإسلاميّ،
فمن هؤلاءِ الأئمةِ الأعلام الحسن البصري ومكحول الدمشقي والأوزاعي وسفيان الثوري وأبوحنيفةَ ومالكُ والشافعيّ وأحمدُ وغيرهم رضي الله عنهم ونفعنا بهم وأمدّنا بأمدادهم.
هؤلاءِ الأئمةُ بَلَغوا رتبةَ الاجتهادِ فنفعوا الناسَ بعلومِهم واجتهادِهم.
والاجتهادُ هو استخراجُ الأحكامِ التي لم يرِدْ فيها نصٌّ صريحٌ من الكتاب والسنةِ،
وأما ما ورد فيه نصٌّ صريحٌ فلا مجالَ للاجتهادِ فيه،
وأما ما ورد فيه نصٌّ صريحٌ فلا مجالَ للاجتهادِ فيه،
فإن قُلنا مذهبُ الشافعيِّ أو مذهبُ مالكٍ أو مذهبُ أبي حنيفةَ
أو أحمدَ بنِ حنبلٍ فالمرادُ ما ذهبَ إليهِ من الأحكامِ في المسائلِ أي في ما قرَّرهُ من الأحكام،
أو أحمدَ بنِ حنبلٍ فالمرادُ ما ذهبَ إليهِ من الأحكامِ في المسائلِ أي في ما قرَّرهُ من الأحكام،
فإذن المجتهدُ له شروطٌ لا بد أن تجتمعَ به ليكونَ عنده الأهليةُ للاجتهاد، فالاجتهادُ مشروعٌ لأهلِهِ وليس لكل فردٍ من أفرادِ المسلمين وإلا لضاع الدِّين، والفوضى لا تليقُ بالدين،
قال الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ:
لا يصلُحُ الناسُ فَوضَى لا سَراةَ لهم ولا سَراةَ إذا جُهّالُهُم سادُوا
لا يصلُحُ الناسُ فَوضَى لا سَراةَ لهم ولا سَراةَ إذا جُهّالُهُم سادُوا
ولقد قيَّضَ اللهُ تعالى لخدمةِ دِينِهِ علماءَ أمناء متقين ورعين وأمر بالرجوعِ إليهِم في أمرِ دينهم فقال سبحانه وتعالى:
[فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ]،
[فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ]،
فمن أراد الاستفتاء فلا يسأل إلا أهل العلم الثقات الذين أخذوا العلم عمن قبلهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا يسأل الصحفيين الذين يعكفون على قراءة الكتب والمجلات ومتابعة فتاوى الانترنت ومشايخ الفضائيات،
ولا يسأل الصحفيين الذين يعكفون على قراءة الكتب والمجلات ومتابعة فتاوى الانترنت ومشايخ الفضائيات،
نعم وكم من أناس في عصرنا هذا يريدون فتوى على حسب ءارائهم فيدورون من شيخ إلى ءاخر حتى يسمعون الفتوى التي تميل إليها أهواؤهم ولو كانت باطلة.
نقول لهم :
قال الله تعالى : [وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ] {النحل:116}
قال الله تعالى : [وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ] {النحل:116}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ: وَاحِدٌ في الْجَنّةِ وَاثْنَانِ في النّارِ، فَأمّا الّذِي في الْجَنّةِ فَرَجُل عَرَفَ الْحَقّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُل عَرَفَ الْحَقّ فَجَارَ في الْحُكْمِ فَهُوَ في النّارِ وَرَجُل قَضَى لِلنّاسِ عَلَى جَهَلٍ فَهُوَ في النّارِ".
"الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ: وَاحِدٌ في الْجَنّةِ وَاثْنَانِ في النّارِ، فَأمّا الّذِي في الْجَنّةِ فَرَجُل عَرَفَ الْحَقّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُل عَرَفَ الْحَقّ فَجَارَ في الْحُكْمِ فَهُوَ في النّارِ وَرَجُل قَضَى لِلنّاسِ عَلَى جَهَلٍ فَهُوَ في النّارِ".
وفي صحيح الإمام مسلم : باب بيان أن الإسناد من الدين. وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات ،
ثم روى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أنه قَالَ:
إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ
إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ
. وعن عبد الله بن المبارك أنه قال : الإسناد من الدين. ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
وفي هذا يقول النووي رحمه الله : لا يجوز استفتاء غير الثقة ،
أي لا يجوز لك أن تستفتي في أمر دينك إلا ثقة ضابطاً متقناً، يوثَق بدينه ومعرفته ويُعتمَد عليه،
فيا من تهتم بدينك لا تغتر بالشكل ولا بالزي ولا بالشهرة ولا بالمنصب ،
فقد قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَخرُجُ في آخِرِ الزّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدّنْيَا بالدّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنّاسِ جُلُودَ الضّأْنِ مِنَ الّلينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السّكّرِ وَقُلِوبُهُمْ قُلُوبُ الذّئَابِ.
يَقُولُ الله عز وجل أَبي يَغْتَرّونَ أَمْ عَلَيّ تَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَاناً".
لا تقل : أعجبني شكله ، أو هذا مشهور يحاضر على الفضائيات ،
أو هذا ما أهواه وأميل إليه،
أو هذا ما أهواه وأميل إليه،
فقد ورد في الأثر :" حُبُّكَ لِلشَّيْءِ يُعْمِي وَيُصِمُّ".
وأما حديث : "استفت قلبك " فهو للعلماء المجتهدين وليس لعوام الناس ،لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله للصحابي الجليل وابصة بن معبد رضي الله عنه أحدِ علماء الصحابة وهو ممن له أهلية استنباط الأحكام،
ولا يخفى أن العاميَّ قد يميلُ قلبه إلى ما يخالف الشرع، فكيف يتركُ العامي فتوى المجتهدين المعتبرين ويعمل بما تميل إليه نفسه،
فقد روى الإمام أحمد وغيره عن وَابِصَةَ بن معبد رضي اللّه عنه؛ أنه أتى رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال:
"جِئْتَ تَسألُ عَنِ البِرّ وَالإِثْمِ؟ قال: نعم، فقال: اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، البِرُّ ما اطْمأنَّت إِلَيْهِ النَّفْس وَاطْمأنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَالإِثْمُ ما حاكَ في النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ في الصَّدْرِ، وَإنْ أفْتاكَ النَّاسُ وَأفْتَوْكَ".
ولا يخفى أن العاميَّ قد يميلُ قلبه إلى ما يخالف الشرع، فكيف يتركُ العامي فتوى المجتهدين المعتبرين ويعمل بما تميل إليه نفسه،
فقد روى الإمام أحمد وغيره عن وَابِصَةَ بن معبد رضي اللّه عنه؛ أنه أتى رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال:
"جِئْتَ تَسألُ عَنِ البِرّ وَالإِثْمِ؟ قال: نعم، فقال: اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، البِرُّ ما اطْمأنَّت إِلَيْهِ النَّفْس وَاطْمأنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَالإِثْمُ ما حاكَ في النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ في الصَّدْرِ، وَإنْ أفْتاكَ النَّاسُ وَأفْتَوْكَ".
اعرف الحق تعرف أهله ، فالحق لا يعرف بالرجال ولكن الرجال يعرفون بالحق،
ولا تقل أنا في حيرة وضياع ،ولا تجعل الحسد والهوى وتصديق الشائعات مانعا لك من قبول الحق .
أقبل على طلب العلم من أهله وأشفق على نفسك وعلى زوجك وأولادك .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . ءامين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق