بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 10 نوفمبر 2018

شرح حديث: ما بعث اللهُ نبيًا إلا حسن الوجه حسن الصوت

شرح حديث: ما بعث اللهُ نبيًا إلا حسن الوجه حسن الصوت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله خالق الأكوان، الموجود أزلاً وأبدًا بلا مكان، والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين
وبعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعثَ اللهُ نبيًا إلا حسنَ الوجهِ حسنَ الصوتِ وإن نبيَّكُم أحسنُهم وجهًا وأحسنُهم صوتًا"
إنّ هذا الحديث من الأحاديثِ الثابتة التي رواها العديدُ من المحدّثين، منهم الحافظُ ابن حجر في فتح الباري ورواه أيضًا الحافظُ الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه،
ومعنى هذا الحديثِ أنّ الأنبياءَ عليهم الصلاة والسلام كانوا جميلي الوجهِ والخِلقةِ واللهُ تبارك وتعالى قد أعطاهم الجمالَ الوافر،
وقد ثبتَ أنّ سيدَنا يوسف عليه الصلاة والسلام قد أُعطيَ شطْر الحسنِ، وكذلك كان الأنبياءُ جميعُهم كانوا جميلي الشكلَ والصورة إلا أن نبيّنا محمدًا عليه الصلاة والسلام كان أجملَهم شكلاً وصوتًا،
فقد روى الترمذيُّ وأحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: ما رأيتُ شيئًا أحسنَ من النبيّ صلى الله عليه وسلم كأنّ الشمسَ تجري في وجهِه،
وجاء عن الصحابيّ الجليل جُبير بن مُطْعِم رضي الله عنه أنه قال سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ والطور، فكاد قلبي يطير وما ذلك إلّا لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان جميلَ الصوت جدًا،
ومن هنا يُعلم فسادُ هذه النظرية التي تسمّى بنظرية النشوء والارتقاء التي افتراها رجلٌ يُقال له داروين اليهوديّ إذ زعمَ أنّ أصلَ الإنسان قردٌ،
وهذا فيه مُخالفةٌ وتكذيبٌ للشرعِ فسيدُنا ءادم عليه الصلاة والسلام هو أوّلُ البشر وهو أبو البشر وأوّلُ النبيين فلم يكُن ءادم عليه الصلاة والسلام مُنْحني الظهر وليس قريبًا من شكل القرود كما يزعمون ولم يكن عاريَ الجسد ظاهرَ العورة كما يزعُم بعضُ الناس والعياذ بالله من هذا الفساد بلْ كان جميلَ الشّكْل حسنَ الوجه والصوت فصيحَ اللسان يتكلّم وعلّمَ الناسَ الكلام وعلّمهم أشياءَ كثيرة مما ينفعهم في دنياهم وءاخرتهم.
والله سبحانه أعلم وأحكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...