بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018

وجوب تعظيم الأنبياء والملائكة

وجوب تعظيم الأنبياء والملائكة
الحمدلله رب العالمين، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين، أما بعد:
فإن من سمع ذكر اسم الله تعالى يسن أن يقول: سبحانه أو يقول: تبارك وتعالى أو يقول: عز وجل، وليس بواجب وليس بمفترض لكنه سنة أي فيه ثواب، أن يقول سبحانه أو تبارك وتعالى أو عزّ وجل.
أما عند ذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم فالرسول أكد الصلاة عليه لمن سمع ذكر اسمه، قال عليه الصلاة والسلام: "من ذكرت عنده فلم يصل علي أخطأ طريق الجنة"
و قال عليه الصلاة والسلام: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ". إذا ذكر الرسول في مجلس فلم يصل عليه هذا الذي سمع ذكره حتى فارق هذا المجلس فهذا مكروه كراهية شديدة،
وقال بعضهم العلماء حرام، لكن هؤلاء قلة، أما أكثر العلماء ما قالوا فرض، ما قالوا إنه يكون عليه وزر أي ذنب وإثم قالوا مكروه. وعلى كل حال مطلوب إذا ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه،
أما من سمع ذكر اسم الله فقال: سبحانه وتعالى عزّ وجل أو تبارك وتعالى أو قال: تقدّست أسماؤه أو قال: جل شأنه أو قال: جل ذكره، أو غير ذلك من كلمات التعظيم هذا كسب ثوابا، لكن من لم يفعل فليس عليه كراهة، فضلا عن أن يقع عليه إثم و معصية،
وليس معنى ذلك أنّ الرسول أولى بالتعظيم من الله، لا، نحن ما كنا نعظم الرسول لولا أنّ الله أمرنا بذلك، نحن نعظم الرسول لأجل الله، والرسول مخلوق مثلنا، لا يخلق شيئا لا منفعة ولا مضرة، الله تعالى هو الذي يخلق المنفعة والمضرة، لا خالق لشىء إلا الله، فنحن نعظم الرسول لأجل الله، لأن الله تعالى أمرنا بتعظيمه. أما الله تبارك وتعالى فهو الذي يستحق التعظيم والعبادة لذاته، لأنه هو خالقنا وخالق العالم بأسره، خالق أجسامنا و خالق حركاتنا وسكوننا، لا نستطيع أن نتحرك حركة ولا أن نتكلم بكلمة ولا أن نخطو خطوة ولا أن نلمح لمحة أي أن ننظر إلى شىء بنظرة إلا بعون الله تعالى، الله تعالى هو الذي يقدرنا على الكلام وغير ذلك، نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا إلا بعون الله ومشيئته، والله تعالى هو الذي يستحق أن يعبد لذاته، أي لأنه هو الله المعبود الذي يستحق علينا أن نعبده، فمن أمرنا الله بتعظيمه نعظمه، ومن نهانا الله عن تعظيمه فلا نعظمه، بل حرام علينا أن نعظمه.
الله تعالى أمرنا بتعظيم الأنبياء والملائكة والأولياء من البشر، وكذلك الأولياء من الجن الذين يطيعون الله ويؤدون الواجبات ويجتنبون المحرمات، في الجن جماعة مؤمنون لا يؤذون المؤمنين، يطيعون الله يؤدون الصلاة كما أمر الله ويجتنبون المحرمات، ففي حياة الرسول اجتمعوا به فعلمهم، ذات ليلة خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لأجلهم ليخصصهم إلى خارج المدينة، فمكث معهم وقتا واسعا طويلا فعلمهم، ثم هم أيضا يعلم بعضهم بعضا ما تعلّموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهناك أيضا في الجن مسلمون فساق، والله تبارك وتعالى أمرنا بتعظيم الأولياء والملائكة لأنهم أحبابه.
الأنبياء كلهم أفضل الخلق عند الله عزّ وجل، ثم بعدهم خواص الملائكة، خواص الملائكة هم: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ورضوان خازن الجنة ومالك خازن النار، وحملة العرش، ثم بعد ذلك أولياء البشر، ثم بعد هؤلاء الأولياء من البشر عوام الملائكة، خواص الملائكة هؤلاء بعد الأنبياء، رؤساء الملائكة بعد الأنبياء هم أفضل خلق الله تعالى، ثم بعد ذلك أولياء البشر، ثم بعد هؤلاء الأولياء من البشر عوام الملائكة أي غير الرؤساء.
فالأنبياء أولهم ءادم عليه السلام، كان ءادم نبيا رسولا، لولا أنه كان نبيا رسولا فعلمه الله بالوحي كيف ينظم معيشة نفسه، ومعيشة ذريته بعد أن خرج من الجنة لكان البشر مثل سائر الوحوش.
فآدم أول الأنبياء أول الرسل، لكنه لم يكن في أيامه عليه السلام بشر كفار، إنما البشر الذين كانوا في أيامه أولاده وزوجته حواء، وهي التي ولدت له عشرات من الأولاد، كانت تلد في كل دور توأمين، ثم هؤلاء الأولاد توالدوا لأنه كان الأخ يتزوج أخته من البطن الآخر في تلك الشريعة.
ثم لم يمت ءادم حتى بلغ عدد ذريته أربعين ألفا، ثم بعد ذلك بعدما مات ءادم حرم الله زواج الأخ من أخته ولو كانت من البطن الثاني، ثم جاء أنبياء ورسل كثيرون ثم ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع إخوانه النبيين. فبعد محمد لا يأتي نبي جديد، أما المسيح عيسى فقد كان قبل سيدنا محمد نبىء نزل عليه الوحي، لا يأتي بشرع جديد إنما بعد نزوله عليه السلام يحيي شرع محمد صلى الله عليه وسلم.
فلا يجوز أن يعتقد إنسان إنه يأتي نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام، وبعض الناس يظنون أن أبا بكر وعمر أنبياء هذا كفر، من عرف أن أبا بكر وعمر كانا في زمن رسول الله ومع ذلك قال كانا نبيين فهو كافر، لأن الله تعالى قال في القرءان عن محمد: { وَخَاتَمَ النًّبِيِّنَ}.
فالذي يعتقد في أبي بكر وعمر في أنهما كانا نبيين فهو كافر لأنه كذّب القرءان.
يوجد الآن في الباكستان جماعة يؤمنون بشخص دجال اسمه غلام أحمد، كان توفي لكن ذريته ما زالت موجودة، فهذا الشخص لما قام المسلمون ليقتلوه حماه الكفار، هو كان قال عن نفسه إنه نبي ثم إبنه قال عن نفسه إنه نبي، ثم إبن إبنه قال عن نفسه أنه نبي، وكل هؤلاء كفار لأنهم ادعوا النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهم كاذبون.
ثم الأنبياء وإن كانوا يعظمون لكنهم لا يعظمون كتعظيم الله، لا يجوز تعظيم أحد كتعظيم الله، الله تعالى هو المعبود بحق الذي لا يجوز أن يتذلل نهاية التذلل إلا له، فلا يجوز عبادة أحد من خلق الله لا ملك ولا نبي، إنما الأنبياء يعظّمون بما دون تعظيم الله، بمرتبة من التعظيم هي دون تعظيم الله تعالى، أقل من تعظيم الله نعظّمهم، ثم الملائكة والأنبياء يعظمون الى الحدّ الذي يليق بهم، الى الحدّ الذي يجوز أن نعظّمهم لا أكثر.
اللهم ارزقنا حسن الختام، وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...