بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

الله تعالى لا يسال عما يفعل

الله تعالى لا يسال عما يفعل
فلا يقال كيف شاء وخلق المعاصي من العباد ثم يعذبهم على فعلها
لان خلق الله للقبيح ومشيئته للقبيح ليس قبيحا منه
انما فعل العبد القبيح قبيح منه لان العبد منهى عن فعل القبيح ومأمور بفعل الواجب
اما الله فهو الامر الذي لا ءامر له وهو الناهى الذي لا ناهى له
فلا يقاس الخالق على المخلوق ومن قاس الخالق على المخلوق كفر .
قيل لطاوس اليمانى الفقيه التابعي
فلان فقيه عن رجل معتزلى يقول ان الله لم يشأ حصول الشر
فقال طاوس
ابليس افقه منه لان ابليس قال رب فبما اغويتنى
وهذا المعتزلى يقول ان الله لا يضل احدا
واجتمع مجوسي كافر مع معتزلى يدعى الاسلام في سفينة
فقال المعتزلى للمجوسى لم لا تسلم
قال المجوسى الله ما شاء لى
فقال المعتزلى: الله شاء لك ولكن ابليس منعك
فقال المجوسى: إذن انا مع الاقوى
فسكت المعتزلى لأنه قال كلاما فاسدا.
اما المسلم فيقول كل شىء بمشيئة الله وعلمه وخلقه وتقديره
الا ان الشر لا يحبه الله ونهى عنه والخير يحبه الله وامر به .
قال الله تعالى
{والله غالب على امره}
معناه قادر على ايجاد ماسبق في مشيئته انه يكون.اي مشيئته نافذة.
وحسب عقيدة المعتزله جعلوا الله مغلوبا في ملكه ومن جعل الله مغلوبا في ملكه كفر .
ومن اقوى ادلة اهل السنة والجماعه ان الله هو خالق فعل العبد
قوله تعالى { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكنّ الله رمى}
معنى الاية وما رميت يا محمد خلقا اذ رميت كسبا ولكن الله رمى خلقا
معناه الله هو خالق فعل العبد هذا الحق وماذا بعد الحق الا الضلال .
فكل شىء دخل في الوجود من الاجسام والاعمال خيرها وشرها
دخل بمشيئة الله وعلمه وتقديره وخلقه ومن أنكر ذلك فقد كذب القرءان
قال الله تعالى {قل الله خالق كل شىء}
وقال {هل من خالق غير الله}
وقال {والله خلقكم وماتعملون}
وروى ابن حبان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(ان الله صانع كل صانع وصنعته)
الله خالق كل شىء
مسألة مهمةٌ من أصولِ الاعتقاد يجهلها كثيرٌ من الناس
وقعُوا بِسببِ الغلطِ فيها في الكفرِ وهذه المسألة هي
أن كل شىءٍ يدخلُ في الوجودِ من الأعيانِ و الأعمالِ من الخيرِ والشرِ
يدخُلُ في الوجودِ بعلم الله
و مشيئتهِ1 وتقديره2) و تخليقه 3)
وأن الله لا يُوصفُ بالظلمِ و لا يُقالُ كيف يُحاسبُ العبادَ ويُعاقِبُهم على الشرِّ الذي حصلَ مِنهم باختيارِهم لكن بمشيئتهِ و تقديرِهِ و خَلْقهِ و قد أفهمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الجواب َعلى هذا السؤال حين قال
إن الله لو عذب أهل أرضه وسماواته لعذبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهُم ولو رَحِمَهُم كانت رحمتُه خيراً لهم من أعمالِهم و لو أنفقتَ مثلَ أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قِبلَهُ اللهُ منك حتى تؤمِنَ بالقدرِ و تعلمَ أن ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئك و ماأخطأكَ لم يكُن ليُصيبكِ ولو متَّ على غير هذا دخلت النار
فالجملةُ الأولى و هي قوله عليه الصلاة و السلام
إن الله لو عذب أهل أرضه وسمواته لعذبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهُم
معناها أن اللهَ لو عذبَ الملائكة و جميع البشر و الجن لم يكن ظالماً
لأن الله مالِكُهم و لا يَتَوجهُ إليه أمرٌ ولا نهيٌ فهو الآمرُ المطلقُ
والناهي المطلق ولا يتصورُ مِنهُ الظُلمُ لأن معنى الظلم
وضع الشىء في غير موضِعِه أو التصرفُ في ملكِ الغيرِ بما لا يأذنُ فيه بلا حقّ
ولا يُتصورُ ذلك من الله
لأن اللهَ لا يفعلُ فعلاً لا حِكمةَ فيه
و لأن كل شىءٍ مِلكُه على الحقيقةِ
ولا يجوزُ قياسُ الخَالِقِ على المخلوقِ
ويُسمى ذلكَ قياساً شيطانياً
فلا يُقالُ كيف يُعذبُ العصاةَ على المعاصي التي شاءَ حُصُولها مِنهم
قال تعالى (( لا يُسألُ عما يِفْعلُ وهم يُسألون ))
فالمعتزلةُ كفروا بقولهم إن اللهَ لم يشأ حصولَ الشرَّ من العبادِ ،فهؤلاءِ جعلوا اللهَ مغلوباً في ملكهِ لأن معنى كلامِهم أن الشر حصلَ رغماً عنه
وكفروا بقولِهم لم يِخلُقِ اللهُ الشر وبقولهم الله لم يخلق أعمال العبادِ الاختيارية
وقد قيل للإمام مالك ٍ ما تقولُ في نِكاحِ القدرية أي المعتزلةِ
فقال قال الله تعالى
(( ولَعبدٌ مؤمنٍ خيرٌ من مشرِكٍ ولو أعجبكم ))
فحكم عليهم بالشرك
وقد اجتمعَ الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ إمامُ أهلِ السنةِ في زمانِ القاضي المُعتزلي بأحدِ رؤوسِ المعتزلةِ في زمانه وصارت بينهما مناظره :
قال عبدُ الجبار المعتزلي : سبحانَ من تنزهَ عن الفحشاء ( يريد أن اللهَ ما خلق الشرَ ) .
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : سُبحانَ من لا يقعُ في ملكهِ إلا ما يشاء
( لا يجوز أن يقع في ملك الله ما لم يشأ ) .
فقال عبد الجبار : أَيُحبُّ ربنا أن يُعصى ؟
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : أيعصى رَبُنَّا قهر
( يعني هل تحصل المعصية بدون مشيئة الله ؟ لا يجوز ) .
فقال عبد الجبار : أرأيت إن حَكمَ علىّ بالردى ( الضلالة) و مَنعنِيَ الهُدى أحسن إلىّ أم أساء ؟
فقال الإمامُ أبو إسحاق الأسْفَرايِنييُّ : إن منعك ما هو لك فقد أساء وإن منعكَ ما هو له فإنه يختص برحمته من يشاء . ( أي لو كان هذا الشىء مِلكك ومنعه يكون أساء لكن أنت لا تملك شيئا فإذاً الله ما أساء) .
فالعبد مختار تحت مشيئة الله.
والله أعلم وأحكم
1) تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه دون بعض .
2) تدبيره .
3) إبرازه منالعدم إلى الوجود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...