بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

تفسير الآية { و من يرتدد منكم عن دينه }

تفسير الآية { و من يرتدد منكم عن دينه }

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين أما بعد
فقد قال الله تبارك و تعالى :

{ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّار ِهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

إعلم أن ذنب الكفر هو أكبر الذنوب عند الله و هو الذنب الذي لا يغفره الله تعالى لمن مات عليه قال الله تبارك و تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }

و اعلم يا أخي المسلم أن هناك إعتقاداتٍ و أفعالاً و أقوالاً تنقض الشهادتين و تخرج من دين الإسلام و توقع في الكفر و الضلال و ذلك بإتفاق المذاهب الأربعة و العلماء المعتبرين فقد قسم هؤلاء العلماءالكفر في كتبهم إلى ثلاثة أقسام هي: الكفر اللفظي و الكفر الفعلي و الكفر الإعتقادي.

الكفر اللفظي و مكانه اللسان و هو كشتم الله تعالى أو الأنبياء أو الملائكة أو دين الإسلام أو كشتم شعائر الإسلام كالصلاة أو الحج أو الزكاة أو غير ذلك و من الكفر اللفظي أيضاً الإستهزاء بالرسول صلى اله عليه و سلم كالإستهزاء بحال من أحواله أو بعمل من أعماله و كذلك الإستهزاء بشىءٍ من القرءان الكريم أو الأنبياء أو بحكم من أحكام الله تعالى، يقول الله تعالى:
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب " رواه البخاري و مسلم.

الكفر الفعلي و هو كالسجود لصنمٍ أو للشمس أو كإلقاء المصحف في القاذورات أو إلقاء أوراق العلوم الشرعية في القاذورات.

الكفر الإعتقادي و مكانه القلب و هو كالذي ينفي صفة من صفات الله تعالى الواجبة له إجماعاً كأن ينفي وجود الله عز و جل أو كونه تعالى سميعاً بصيراً و كذلك من يشبه الله تعالى بخلقه كأن يعتقد بقلبه مثلاً أن الله روح أو جسم قاعد فوق العرش أو منحلٌ و منتشرٌ في الأمكنة كالهواء فهذا كفرٌ و ضلالٌ و تكذيبٌ لقوله تعالى { ليس كمثله شىء } يقول الإمام عبد الغني النابلسي : من اعتقد أن الله ملأالسماوات و الأرض أو انه جسمٌ قاعدٌ فوق العرش
فهو كافر و إن زعم أنه مسلم.

و ليعلم أن حكم من وقع في أحد هذه الكفريات الثلاثة هو أن تحبط جميع أعماله و حسناته التي كان قد سبق أن عملها من صدقةٍ أو حجٍ أو صيامٍ أو نحوها لقوله تعالى:{ وَمَن يَكْفُرْبِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ } و كذلك من أحكام من وقع في الردة أنه ينفسخ عقد الزواج الشرعي بينه و بين زوجته فتكون العلاقة بينهما بعد الكفر علاقة غير شرعية و يكون جماعه لها زنى و لا فرق بين أن يكفر الزوج أو أن تكفر الزوجة و اعلم أن الرجوع إلى دين الإسلام لمن وقع في احدى أقسام الكفر الثلاثة يكون بالإقلاع عن الكفر الذي وقع به و النطق بالشهادتين بنية الدخول في دين الإسلام و الشهادتان هما:
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله

و ليعلم أن من وقع بالردة و العياذ بالله ثم قال أستغفر الله قبل أن يعود إلى الإسلام بقوله أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد ان محمداً رسول الله و هو على حالته فلا يزيده قوله أستغفر الله إلا إثماً و كفراً لأنه يكون كذب قوله تعالى { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ }، فالحذر الحذر يا أخي المسلم من الوقوع في أحد أقسام الكفر الثلاثة و احفظ لسانك عند الغضب و إياك و أن تتلفظ بألفاظ الكفر و الضلال فتكون من المرتدين الضالين فقد ثبت عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه ارتقى يوماً الصفا ثم اخذ بلسانه و قال: يا لسان قل خيرا تغنم و اسكت عن شر تسلم من قبل ان تندم اني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" أكثر خطايا ابن ءادم من لسانه"

اللهم ءاتنا في الدنيا حسنة و في اللآخرة حسنة و قنا عذاب النار و الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”

 كثيرا ما تستدلّ الوهابية المشبهة الخارجة عن الحق لتحريم قراءة القرآن على موتى المسلمين، بقول الله تعالى “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” قال اب...