السماء مكان مشرف عند الله. وقد أقسم الله بها في القرءان بقوله "والسمآء والطارق" [سورة الطارق/1]..
وهذا يدل على أن لها شأناً عند الله.. إن السماء هو المكان الذي لم يعص فيه الله تعالى..هي مسكن الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. والسماء قبلة الدعاء لأن فيها خزائن رحمة الله وهي مهبط الرحمات والبركات ولهذا نرفع أيدينا في الدعاء إلى السماء..
وأما مد اليدين فمعناه استنزال الرحمات..كما في الحديث الذي رواه الترمذي:" إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" ومعناه لا يخيب، إما أن يعطيه الثواب أو يعطيه ما طلب. وأما مسح الوجه بعد إنهاء الدعاء باليدين فالمراد به أن تصيب هذه الرحمات وجه الداعي.
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم ما نصه:" الله هو الخالق المدبر الفعال هو الله وحده وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ
وقال ذلك غيره من علماء أهل السنة، وعلى هذا جمهور علماء المسلمين، أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان.
قال العلامة الابي في شرح صحيح مسلم قال القاضي عياض: لم يختلف المسلمون في تأويل ما يــوهم أنه تعالى في السمــــــاء كقوله تعالى ( أأمنتم من في السماء )
وقال الامام النووي 3 / 19 اعلم ان لاهل العلم في احاديث الصفات وآيات الصفات قولين : احدهما وهو مذهب معظم السلف او كلهم انه لا يتكلم في معناها بل يقولون يجب علينا ان نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته مع اعتقادنا الجازم ان الله تعالى ليس كمثله شيء وانه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره جماعة من محققيهم وهو اسلم والقول الثاني وهو مذهب معظم المتكلمين انها تتأول على ما يليق بها على حسب مواقعها وانما يسوغ تأويلها لمن كان من اهله بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد الاصول والفروع ذا رياضة في العلم اهـ .
وقال الامام ابو منصور الماتريدي في كتاب التوحيد 75 - 76 واما رفع الايدي الى السماء فعلى معنى العبادة ولله ان يَتَعَبَدَ عباده بما شاء ويوجههم الى حيث شاء وان ظن من ظن ان رفع الابصار الى السماء لان الله في ذلك انما هو كظن من يزعم انه الى جهة اسفل الارض مما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها او نحو مكة لخروجه الى الحج الى ان قال علـــى ان السماء هي محل ومهبط الوحي ومنها اصول بركات الدنيا فرفع اليها البصر لذلك .
وقال الشيخ الكديري في سراج الطالبين على منهاج العابدين للإمام الغزالي: ومقدسا "أي الله" عن أن يحويه مكان فيشار إليه أو تضمه جهة وإنما اختصت السماء برفع الأيدي إليها عند الدعاء لأنها جعلت قبلة الأدعية كما أن الكعبة جعلت قبلة للمصلي يستقبلها في الصلاة ولا يقال إن الله تعالى في جهة الكعبة كما تقدس عن أن يحده زمان لأن المُحَدَدَ محتو على أجزاء الماهية، والله تعالى منزه عن ذلك بل كان تعالى قبل أن يخلق الزمان والمكان والعرش والكرسي والسموات والأراضين وهو الآن على ما عليه من صفة الأزلية كما كان قبل خلقه الزمان والمكان وغيرهما وبائناً عن خلقه بصفاته العلية ، ومقدسا عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان وكذا الاتصال والإنفصال، فإن كلا من ذلك من صفات المخلوقين.اهـ1/104
وما ورد في تفسير الحافظ ابن الجوزي والامام ابن جرير الطبري وما نقله الحافظ السيوطي في الدر المنثور والقرطبي عند تفسير قوله تعالى ( أأمنتم من في السماء ) ففي زاد المسير عن ابن عباس قال : أأمنتم عذاب من في السماء وهو الله عزوجل . وعند السيوطي عن مجاهد قال "الله تعالى" فليعلم ان الله عزوجل منزه عن الاستقرار والتحيز وان يكون في جهة وان السماء تحيط به .
وفي هذا المقام يحسن ان نورد كلام الحافظ القاضي عياض المالكي ، قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ومجتهدهم ومقلدهم ، ان الظواهر الواردة بذكر الله تعالى كقوله تعالى
( أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض ) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم أ.هـ
وهذا يدل على أن لها شأناً عند الله.. إن السماء هو المكان الذي لم يعص فيه الله تعالى..هي مسكن الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. والسماء قبلة الدعاء لأن فيها خزائن رحمة الله وهي مهبط الرحمات والبركات ولهذا نرفع أيدينا في الدعاء إلى السماء..
وأما مد اليدين فمعناه استنزال الرحمات..كما في الحديث الذي رواه الترمذي:" إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين" ومعناه لا يخيب، إما أن يعطيه الثواب أو يعطيه ما طلب. وأما مسح الوجه بعد إنهاء الدعاء باليدين فالمراد به أن تصيب هذه الرحمات وجه الداعي.
قال الإمام النووي في شرحه على مسلم ما نصه:" الله هو الخالق المدبر الفعال هو الله وحده وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ
وقال ذلك غيره من علماء أهل السنة، وعلى هذا جمهور علماء المسلمين، أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان.
قال العلامة الابي في شرح صحيح مسلم قال القاضي عياض: لم يختلف المسلمون في تأويل ما يــوهم أنه تعالى في السمــــــاء كقوله تعالى ( أأمنتم من في السماء )
وقال الامام النووي 3 / 19 اعلم ان لاهل العلم في احاديث الصفات وآيات الصفات قولين : احدهما وهو مذهب معظم السلف او كلهم انه لا يتكلم في معناها بل يقولون يجب علينا ان نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته مع اعتقادنا الجازم ان الله تعالى ليس كمثله شيء وانه منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره جماعة من محققيهم وهو اسلم والقول الثاني وهو مذهب معظم المتكلمين انها تتأول على ما يليق بها على حسب مواقعها وانما يسوغ تأويلها لمن كان من اهله بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد الاصول والفروع ذا رياضة في العلم اهـ .
وقال الامام ابو منصور الماتريدي في كتاب التوحيد 75 - 76 واما رفع الايدي الى السماء فعلى معنى العبادة ولله ان يَتَعَبَدَ عباده بما شاء ويوجههم الى حيث شاء وان ظن من ظن ان رفع الابصار الى السماء لان الله في ذلك انما هو كظن من يزعم انه الى جهة اسفل الارض مما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها او نحو مكة لخروجه الى الحج الى ان قال علـــى ان السماء هي محل ومهبط الوحي ومنها اصول بركات الدنيا فرفع اليها البصر لذلك .
وقال الشيخ الكديري في سراج الطالبين على منهاج العابدين للإمام الغزالي: ومقدسا "أي الله" عن أن يحويه مكان فيشار إليه أو تضمه جهة وإنما اختصت السماء برفع الأيدي إليها عند الدعاء لأنها جعلت قبلة الأدعية كما أن الكعبة جعلت قبلة للمصلي يستقبلها في الصلاة ولا يقال إن الله تعالى في جهة الكعبة كما تقدس عن أن يحده زمان لأن المُحَدَدَ محتو على أجزاء الماهية، والله تعالى منزه عن ذلك بل كان تعالى قبل أن يخلق الزمان والمكان والعرش والكرسي والسموات والأراضين وهو الآن على ما عليه من صفة الأزلية كما كان قبل خلقه الزمان والمكان وغيرهما وبائناً عن خلقه بصفاته العلية ، ومقدسا عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان وكذا الاتصال والإنفصال، فإن كلا من ذلك من صفات المخلوقين.اهـ1/104
وما ورد في تفسير الحافظ ابن الجوزي والامام ابن جرير الطبري وما نقله الحافظ السيوطي في الدر المنثور والقرطبي عند تفسير قوله تعالى ( أأمنتم من في السماء ) ففي زاد المسير عن ابن عباس قال : أأمنتم عذاب من في السماء وهو الله عزوجل . وعند السيوطي عن مجاهد قال "الله تعالى" فليعلم ان الله عزوجل منزه عن الاستقرار والتحيز وان يكون في جهة وان السماء تحيط به .
وفي هذا المقام يحسن ان نورد كلام الحافظ القاضي عياض المالكي ، قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ومجتهدهم ومقلدهم ، ان الظواهر الواردة بذكر الله تعالى كقوله تعالى
( أأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض ) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم أ.هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق