بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 نوفمبر 2018

فائـــــدة فـــي بيـــان المعاصــــي - الــنميمـــــــــة



فائـــــدة فـــي بيـــان المعاصــــي - الــنميمـــــــــة
فالواجب على السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6)
كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ وذلك قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر،
ينصحه أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، 
ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام:
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت((
قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.
وإعلم أن النميمة هي نقل القول بين اثنين لإيقاع البغضاء بينهما وهي حرام من كبائر الذنوب، والنميمةُ أشدُّ إثمًا من الغيبةِ.
النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه .
وفي حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب".
قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
وقالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم [لا يدخلُ الجنةَ قتَّاتٌ] رواه البخاري، والقتَّاتُ هو النمّامُ.
قال العلماءُ معنى قوله عليه السلام [لا يدخلُ الجنةَ قتَّاتٌ]
لا يدخلُ مع الأوَّلين بل يدخُلها بعدَ أن يُقاسي ما يقاسي من أهوالِ الآخرةِ هذا إن جازاهُ الله ولم يعف عنهُ. وهيَ والغيبةُ وعدمُ التنزّهِ من البولِ أكثرُ أسبابِ عذابِ القبر.
وأما قوله تعالى {والفِتنةُ أشدُّ منَ القتلِ} سورة البقرة،
فمعناهُ الشِركُ أشدُّ منَ القتلِ وليسَ معناهُ أنّ مجردَ الإفساد بينَ اثنين أشدّ ذنباً من قتل المسلم ظلمًا بل الذي يعتقدُ ذلكَ يكفر والعياذُ بالله لأنهُ منَ المعلومِ من الدينِ عندَ الخاصةِ والعامةِ أنَّ قتلَ المسلمِ أكبر الذنوبِ بعدَ الكفرِ على الإطلاقِ ومَن أنكرَ هذا فهوَ مرتدٌّ لا عُذرَ له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم] 
رواه النسائي في سننه.
قيل في أحد العهود جاء رجل إلى السوق ليشتري عبداً فذهب إلى السوق فقال التاجر يصف تجارته هذا عبد قوي مطيع لكنه نمام
فلم يعطي الرجل اهتماماً لامر النميمة فاشتراه وذهب به إلى أهل فبعد عدة أيام قال هذا العبد لأمرأة الرجل الذي أشتراه إن زوجك يريد أن يتزوج عليك أمرأة أخرى فقالت له إذا ذهب إلى النوم أحلقي لي من ذقنه ثلاث شعرات أسره لك فلا يتزوج عليك
و جاء هذا العبد إلى الذي أشتراه فقال له إن أمرأتك تريد أن تسحرك ثم تقتلك و تتزوج رجلاً آخر فقال له ما الحل فقال العبد إذا ذهبت إلى النوم ستأتي لتحلق من ذقنك ثلاث شعرات
فعندما جاء الليل ذهب الرجل إلى فراشه و تناوم فعندا جاءت أمرأته و معها الموس لتحلق ذقنه أمسكها من يدها و ذبحها بالموس فجاء أهل الزوجة 
و قتلوا الزوج و جاء أهل الزوج و قتلوا الذي قتل الزوج فتقاتل العائلتان حتى فنيتا
فهذا جزء من مضار النميمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...