حكم زياره قبر النبي صلى الله عليه وسلم .
إذا كانت زيارة قبور المسلمين من السنن التي دعا إليها النبيّ صلى الله عليه وسلم وعمل بها بمرأى ومسمع من نسائه وصحابته، فزيارة قبر سيد ولد آدم أولى بها، لذا جرت سيرة المسلمين على زيارة قبره، وصرّح بها فقهاء الاُمة، وتضافرت السنّة على استحبابها.
والامام تقي الدين السبكي الشافعي المتوفّى سنة 567 هـ فقد خصّ في كتابه «شفاء السقام في زيارة خير الانام» باباً لنقل نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر سيدنا رسول الله، وقد بيّن أنّ الاستحباب أمر مجمع عليه بين المسلمين.
قال أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي (م/034هـ) بعد الحث على تعظيم النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وسلم): فأمّا اليوم فمن تعظيمه زيارته.
ـ قال أبو الحسن أحمد بن محمد المحاملي الشافعي (م/524هـ): ويستحب للحاجّ إذا فرغ من مكّة أن يزور قبر النبيّ (صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري (م/045هـ): ويستحب أن يزور النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد أن يحجّ ويعتمر.
قال القاضي أبو الحسن الماوردي (م/045هـ): فإذا عاد (ولي الحاج) سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)ليجمع لهم بين حج بيت الله عزّ وجلّ وزيارة قبر رسول الله رعاية لحرمته وقياماً بحقوق طاعته، وذلك وإن لم يكن من فروض الحج فهو من مندوبات الشرع المستحبة وعبادات الجميع المستحسنة.
وقال أيضاً في كتابه الحاوي: أمّا زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) فمأمور بها ومندوب إليها.
حكى عبد الحقّ بن محمد الصقلي (م/466هـ) عن الشيخ أبي عمران المالكي أنّ زيارة قبر النبي واجبة، قال عبد الحقّ: يعني من السنن الواجبة.
قال ابو إسحاق إبراهيم بن محمد الشيرازي الفقيه الشافعي (م/674هـ): ويستحب زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم.
وممّن بسط الكلام في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم الامام الغزالي في كتاب الحج من إحياء العلوم قال: الجملة العاشرة في زيارة المدينة وآدابها قال: من زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي. وقال (صلى الله عليه وسلم): «من وجد سعة ولم يَفِد إليَّ فقد جفاني» إلى أن قال: فمن قصد زيارة المدينة فليصلّ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في طريقه كثيراً فإذا وقع بصره على حيطان المدينة وأشجارها قال: اللّهمّ هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار وأماناً من العذاب وسوء الحساب، ثم ذكر آداب الزيارة وصيغتها، كما ذكر زيارة الشيخين وزيارة البقيع بمن فيها، كزيارة قبر عثمان وقبر الحسن بن علي، ثم قال: ويصلي في مسجد فاطمة رضي الله عنها ويزور قبر إبراهيم ابن رسول الله وقبر صفيّة عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فذلك كلّه بالبقيع، ويستحب له أن يأتي مسجد قباء في كلّ سبت ويصلّي فيه لما روي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «من خرج من بيته حتى يأتي مسجد قباء ويصلّي فيه كان له عدل عمرة
قال القاضي عياض المالكي (م/544هـ): وزيارة قبره (صلى الله عليه وسلم) سنّة مجمع عليها وفضيلة مرغّب فيها، ثم ذكر عدّة من أحاديث الباب فقال: قال إسحاق بن إبراهيم الفقيه: وممّا لم يزل من شأن من حج المزور(1) بالمدينة والقصد إلى الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتبرّك برؤية روضه ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطن قدميه والعمود الذي استند إليه ومنزل جبرئيل بالوحي فيه عليه
وعقد الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (م/975هـ) في كتابه باباً في زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وذكر حديث ابن عمر وحديث أنس اللَّذين سنذكرهما.
قال أبو محمد عبد الكريم بن عطاء الله المالكي (م/126هـ): إذا كمل لك حجّك وعمرتك على الوجه المشروع لم يبق بعد ذلك إلاّ إتيان مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)للسلام على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) والدعاء عنده، والسلام على صاحبيه، والوصول إلى البقيع وزيارة ما فيه من قبور الصحابة والتابعين، والصلاة في مسجد الرسول فلا ينبغي للقادر على ذلك تركه.
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن إدريس السامري الحنبلي (م/616هـ):
وإذا قدم مدينة الرسول(صلى الله عليه وسلم) استحبّ له أن يغتسل لدخولها. ثم ذكر أدب الزيارة وكيفية السلام والدعاء والوداع
قال محي الدين النووي الشافعي (م/776هـ): ويُسنُّ شرب ماء زمزم وزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد فراغ الحج.
قال القاضي حسين: إذا فرغ من الحجّ فالسنّة أن يقف بالملتزم ويدعو، ثم يشرب من ماء زمزم، ثم يأتي المدينة ويزور قبر النبي (صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو العباس أحمد السروجي الحنفي (م/710هـ):إذا انصرف الحاج والمعتمرون من مكّة فليتوجّهوا إلى طيبة مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزيارة قبره فإنّها من أنجح المساعي.
قال الامام ابن الحاج محمد بن محمد العبدري القيرواني المالكي (م/738هـ) بعد أن ذكر لزوم وكيفية زيارة الانبياء والرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ والتوسّل بهم إلى الله تعالى وطلب الحوائج منهم قال: وأمّا في زيارة سيد الاولين والاخرين صلوات الله عليه وسلامه فكل ما ذكر يزيد عليه أضعافه، أعني في الانكسار والذلّ والمسكنة، لانّه الشافع المشفّع الذي لا تُردّ شفاعته، ولايُخيّب من قصده، ولا من نزل بساحته، ولا من استعان أو استغاث به، إذ أنّه عليه الصلاة والسلام قطب دائرة الكمال وعروس المملكة ـ إلى أن قال ـ: فمن توسّل به أو استغاث به أو طلب حوائجه منه، فلا يرد ولا يخيب لما شهدت به المعاينة والاثار، ويحتاج إلى الادب الكلّي في زيارته عليه الصلاة والسلام، وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم: إنّ الزائر يشعر بنفسه بأنّه واقف بين يديه عليه الصلاة والسلام كما هو في حياته.
وقدألّف الشيخ تقي الدين السبكي الشافعي (م/567هـ) كتاباً حافلاً في زيارة النبيّ الاعظم (صلى الله عليه وسلم) وأسماه «شفاء السقام في زيارة خيرالانام» ردّاً على ابن تيمية، وممّا قال فيه: لاحاجة إلى تتبّع كلام الاصحاب في ذلك مع العلم بإجماعهم وإجماع سائر العلماء عليه. والحنفية قالوا: إنّ زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) من أفضل المندوبات والمستحبّات بل تقرب من درجة الواجبات، وممّن صرّح بذلك منهم أبو منصور محمد بن مكرم الكرماني في مناسكه، وعبد الله بن محمود
...فقد أورد الشيخ الفقيه تقي الدين السبكي خمسة عشر حديثاً استدل بها على مشروعية زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبطل بها مبتدعات ابن تيمية بعد أن حقق أسانيدها، وهذه الأحاديث فيها الكفاية في دحض مفتريات ابن تيمية.... قال صلى الله عليه وآله وسلم:1. «من زار قبري وجبت له شفاعتي». (رواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما، راجع تحقيق السند في شفاء السقام: 65 ــ 66). 2. «من زار قبري حلت له شفاعتي». (رواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز في مسنده، راجع شفاء السقام: 81).
4. «من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي». (رواه الدار قطني في سننه ورواه غيره أيضاً).3. «من جاءني زائراً لا يعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة». (رواه الدار قطني في أماليه والطبراني في معجمه الكبير: 12/291، 13149). 5. «من حج البيت، ولم يزرني فقد جفاني». (رواه ابن عدي في الكامل: 7/2480). 6. «من زار قبري أو (من زارني) كنت شفيعاً له أو (شهيداً)». (رواه أبو داود الطياليسي: 1/12، وأنظر منحة المعبود: 1/228).
10. «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حي». (رواه أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل اليعقوبي في جزء له فيه فوائد)
قال محي الدين النووي الشافعي (م/776هـ): ويُسنُّ شرب ماء زمزم وزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد فراغ الحج.
قال القاضي حسين: إذا فرغ من الحجّ فالسنّة أن يقف بالملتزم ويدعو، ثم يشرب من ماء زمزم، ثم يأتي المدينة ويزور قبر النبي (صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي أبو العباس أحمد السروجي الحنفي (م/710هـ):إذا انصرف الحاج والمعتمرون من مكّة فليتوجّهوا إلى طيبة مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزيارة قبره فإنّها من أنجح المساعي.
قال الامام ابن الحاج محمد بن محمد العبدري القيرواني المالكي (م/738هـ) بعد أن ذكر لزوم وكيفية زيارة الانبياء والرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ والتوسّل بهم إلى الله تعالى وطلب الحوائج منهم قال: وأمّا في زيارة سيد الاولين والاخرين صلوات الله عليه وسلامه فكل ما ذكر يزيد عليه أضعافه، أعني في الانكسار والذلّ والمسكنة، لانّه الشافع المشفّع الذي لا تُردّ شفاعته، ولايُخيّب من قصده، ولا من نزل بساحته، ولا من استعان أو استغاث به، إذ أنّه عليه الصلاة والسلام قطب دائرة الكمال وعروس المملكة ـ إلى أن قال ـ: فمن توسّل به أو استغاث به أو طلب حوائجه منه، فلا يرد ولا يخيب لما شهدت به المعاينة والاثار، ويحتاج إلى الادب الكلّي في زيارته عليه الصلاة والسلام، وقد قال علماؤنا رحمة الله عليهم: إنّ الزائر يشعر بنفسه بأنّه واقف بين يديه عليه الصلاة والسلام كما هو في حياته.
وقدألّف الشيخ تقي الدين السبكي الشافعي (م/567هـ) كتاباً حافلاً في زيارة النبيّ الاعظم (صلى الله عليه وسلم) وأسماه «شفاء السقام في زيارة خيرالانام» ردّاً على ابن تيمية، وممّا قال فيه: لاحاجة إلى تتبّع كلام الاصحاب في ذلك مع العلم بإجماعهم وإجماع سائر العلماء عليه. والحنفية قالوا: إنّ زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) من أفضل المندوبات والمستحبّات بل تقرب من درجة الواجبات، وممّن صرّح بذلك منهم أبو منصور محمد بن مكرم الكرماني في مناسكه، وعبد الله بن محمود
...فقد أورد الشيخ الفقيه تقي الدين السبكي خمسة عشر حديثاً استدل بها على مشروعية زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبطل بها مبتدعات ابن تيمية بعد أن حقق أسانيدها، وهذه الأحاديث فيها الكفاية في دحض مفتريات ابن تيمية.... قال صلى الله عليه وآله وسلم:1. «من زار قبري وجبت له شفاعتي». (رواه الدارقطني والبيهقي وغيرهما، راجع تحقيق السند في شفاء السقام: 65 ــ 66). 2. «من زار قبري حلت له شفاعتي». (رواه الإمام أبو بكر أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز في مسنده، راجع شفاء السقام: 81).
4. «من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي». (رواه الدار قطني في سننه ورواه غيره أيضاً).3. «من جاءني زائراً لا يعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة». (رواه الدار قطني في أماليه والطبراني في معجمه الكبير: 12/291، 13149). 5. «من حج البيت، ولم يزرني فقد جفاني». (رواه ابن عدي في الكامل: 7/2480). 6. «من زار قبري أو (من زارني) كنت شفيعاً له أو (شهيداً)». (رواه أبو داود الطياليسي: 1/12، وأنظر منحة المعبود: 1/228).
10. «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني وأنا حي». (رواه أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل اليعقوبي في جزء له فيه فوائد)
.7. «من زارني متعمداً كان في جواري يوم القيامة». (رواه أبو جعفر العقيلي: 4/361، 1973). 8. «من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي». (في تلخيص الحبير: 7/415. ورواه الدار قطني، وفي طريق آخر بلفظ (وفاتي) بدل (موتي)). 9. «من حج حجة الإسلام، وزار قبري، وغزا غزوة وصلّى عليّ في بيت المقدس، لم يسأله الله عز وجل فيما افترض عليه». (رواه الحافظ أبو الفتوح اليعقوبي في الجزء الثاني من فوائده).
13. «من زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً» أو قال: «شفيعا».11. «من زارني في المدينة محتسباً كنت له شفيعاً وشهيداً». وفي رواية: «من زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة». (راجع تفصيل سند الحديث في شفاء السقام: 110 ــ 112). 12. «ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر». وعن أنس: «من زارني ميتاً فكأنّما زارني حياً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة وما من أحد من أمتي له سعة، ثم لم يزرني فليس له عذر». (المصدر نفسه: 112). (راجع تفصيل سند الحديث في شفاء السقام: 112). 14. «من لم يزر قبري فقد جفاني». (شفاء السقام: 114).
15. «من أتى المدينة زائراً لي، وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمناً». (لاحظ وفاء الوفى للسمهودي: 4/1348. والدرة الثمينة: 397. ورفع المنارة للممدوح المحمود: 327 ــ 329).
هذه الأحاديث قد رواها السبكي في شفاء السقام، وحققها سنداً، واستدل بها متناً على مشروعية زيارة الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم.
-------------------------------------------------------
(1) قيل بكسر الميم وسكون الزاء وفتح الواو: مصدر ميمي بمعنى الزيارة.
13. «من زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيداً» أو قال: «شفيعا».11. «من زارني في المدينة محتسباً كنت له شفيعاً وشهيداً». وفي رواية: «من زارني محتسباً إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة». (راجع تفصيل سند الحديث في شفاء السقام: 110 ــ 112). 12. «ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر». وعن أنس: «من زارني ميتاً فكأنّما زارني حياً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة وما من أحد من أمتي له سعة، ثم لم يزرني فليس له عذر». (المصدر نفسه: 112). (راجع تفصيل سند الحديث في شفاء السقام: 112). 14. «من لم يزر قبري فقد جفاني». (شفاء السقام: 114).
15. «من أتى المدينة زائراً لي، وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمناً». (لاحظ وفاء الوفى للسمهودي: 4/1348. والدرة الثمينة: 397. ورفع المنارة للممدوح المحمود: 327 ــ 329).
هذه الأحاديث قد رواها السبكي في شفاء السقام، وحققها سنداً، واستدل بها متناً على مشروعية زيارة الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم.
-------------------------------------------------------
(1) قيل بكسر الميم وسكون الزاء وفتح الواو: مصدر ميمي بمعنى الزيارة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق